للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٠٤ - (٣٤٧) ثبت فيه حديث أبي موسى رضي الله عنه:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها} رواه مسلم.

التخريج:

م: كتاب التوبة: باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة (١٧/ ٧٦).

الفوائد:

(١) قبول التوبة من العبد حتى تطلع الشمس من مغربها فيغلق بابها.

(٢) أن يدي الله سبحانه يبسطان لمسيء الليل؛ ليتوب بالنهار، ولمسيء النهار؛ ليتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها.

(٣) أن عمل الليل يرفع إلى الله قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل (التوحيد لابن خزيمة ١/ ١٧٦، ١٧٧).

(٤) أن طلوع الشمس من مغربها حد لقبول التوبة، وهو معنى قوله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربك لاينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل} [الأنعام: ١٥٨] ولها حد آخر وهو أن يتوب قبل أن يغرغر، وأن يرى بأس الله {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا} [غافر: ٨٥] لأن الاعتبار إنما هو للإيمان بالغيب (مكمل الإكمال مع شرح الأبي ٧/ ١٦٣).

٧٠٥ - حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا عبد الله القعنبي.

وقال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا الأنصاري حدثنا مَعْن.

كلاهما عن مالك عن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم} (١) قال: قرأ القعنبي الآية، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله عز وجل خلق آدم، ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون}، فقال رجل: يارسول الله، ففيم العمل؟ فقال رسول الله: {إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الحنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار} هذا لفظ أبي داود.


(١) (الأعراف [١٧٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>