٧٣٦ - (٣٦٥) حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
في قوله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: {والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك} رواه البخاري.
ورواه البخاري ومسلم في ختام قصة دخول عمر والرسول صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نسوة قريش يكلمنه فاستأذن عمر فقمن فبادرن الحجاب، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: {إيهاً يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ... } وعند مسلم: {إيه ... والذي نفسي بيده ... }.
التخريج:
خ: كتاب بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده (٤/ ١٥٣) (الفتح ٦/ ٣٣٨)
كتاب فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه (٥/ ١٣، ١٤) (الفتح ٧/ ٤١)
كتاب الأدب: باب التبسم والضحك (٨/ ٢٨) (الفتح ١٠/ ٥٠٣).
م: كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم: باب من فضائل عمر رضي الله عنه (١٥/ ١٦٤، ١٦٥).
شرح غريبه:
الفج: الطريق الواسع (النهاية/فجج/٣/ ٤١٢) ويقال لكل منخرق وما بين كل جبلين (المشارق ٢/ ١٤٧).
الفوائد:
(١) فيه فضيلة عظيمة لعمر رضي الله عنه؛ لأن الشيطان إنما يستطيل على الإنسان بهواه وعمر رضي الله عنه قمع هواه (منهاج السنة ٦/ ٥٥، ٧٠). وهذا يقتضي أن الشيطان لا سبيل له عليه لا أن ذلك يقتضي وجود العصمة إذ ليس فيه إلا فرار الشيطان منه أن يشاركه في طريق يسلكها ولا يمنع ذلك من وسوسته له بحسب ما تصل إليه قدرته (الفتح ٧/ ٤٧) وتعقبه في (العمدة ١٦/ ١٩٦) بأنه يمكن أن يمنع من الوسوسة وهذه خاصة له فضلاً من الله وكرماً لا العصمة لأنها من خواص الأنبياء عليهم السلام.
(٢) استقامة آراء عمر رضي الله عنه، وحسن هديه، وبعده عن الباطل وزيغ الشيطان وصلابته في الدين واستمراره على الجد والحق المحض حتى كان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كالسيف الصارم إذا أمضاه مضى، وإذا كفه كفَّ فلذلك كان الشيطان ينحرف عن الفج الذي يسلكه (المشارق ٢/ ١٤٧) (شرح الأبي ٦/ ٢٠٣).
٧٣٧ - (٣٦٦) حديث عمر رضي الله عنه في صلح الحديبية
وهو حديث طويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم في ناقته حين امتنعت عن السير:
{حبسها حابس الفيل، والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها}.