للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان من المصنفين من توسع في بيان عقيدة السلف الصالح، كما توسع في إيراد ما يثبتها من النصوص، مستفيداً من كتب من سبقوه من العلماء، مع ما حباه الله تعالى من فهم وعلم، وقدرة على عرض تلك العقيدة وإزالة الشبه التي قد يثيرها حولها بعضُ مَنْ في قلبه مرض، وكان فارس هذا الميدان شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية ـ المتوفى سنة ٧٢٨ هـ ـ (١) وقد عني بهذا الموضوع عناية كبيرة، وقد آتاه الله تعالى قدرة على استحضار النصوص الكثيرة في الموضوع الذي يتناوله، وتجلت جهوده في مصنفاته المتنوعة وكان منها ما تخصص في هذا الباب، ومنها ما تناول بعض الجوانب العقدية الأخرى، ومن مصنفاته التي غلب عليها موضوع الأسماء والصفات (الرسالة المدنية)، و (العقيدة الحموية)، و (الفتوى الحموية الكبرى)، و (القاعدة المراكشية)، و (العقيدة الواسطية)، و (الرسالة التدمرية)، و (شرح العقيدة الأصفهانية) وغيرها (٢) وعني بعض العلماء وطلبة العلم المعاصرين بكتب شيخ الإسلام؛ لتقريبها وإيضاحها للمسلمين في العصر الحاضر الذين قد لايستطيعون فهم ما يقصده شيخ الإسلام خاصة في مجال الرد على المخالفين ومن ذلك تصنيف فالح ابن مهدي آل مهدي كتاب (التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية)، وقام الشيخ محمد بن صالح العثيمين بتلخيص كتاب (العقيدة التدمرية) لشيخ الإسلام في (تقريب التدمرية)، وقد لقي كتاب (العقيدة الواسطية) عناية كبيرة من العلماء في شرحه أو تلخيص فوائده؛ لأهميته وغزارة مادته مع اختصاره فتتابع العلماء المعاصرون على ذلك ومن مصنفاتهم في هذا (التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة) للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، و (مختصر الأسئلة والأجوبة على العقيدة الواسطية) لعبد العزيز السلمان، و (شرح العقيدة الواسطية) لصالح الفوزان، و (المحاضرات السنية في شرح العقيدة الواسطية) لابن عثيمين وغيرها.

ومن الكتب التي عنيت ببيان عقيدة السلف: كتاب الطحاوي أبي جعفر أحمد بن محمد ـ المتوفى سنة ٣٢١ هـ ـ (كتاب العقيدة الطحاوية) وشرحها لابن أبي العز الحنفي ـ المتوفى سنة ٧٩٢ هـ ـ وكتاب محمد بن أحمد السفاريني ـ المتوفى سنة ١١٨٨ هـ ـ (لوامع الأنوار البهية، وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضيئة في عقيدة الفرقة المرضية)، وقد عني هذان الكتابان بموضوعات متنوعة في العقيد، وكان لموضوع الأسماء والصفات نصيب منهما (٣). وقد تأثر بابن تيمية تلميذه ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر الزرعي ـ المتوفى سنة ٧٥١ هـ ـ وعني بهذا الباب ومن كتبه النافعة في ذلك (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)، و (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)، و (الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية) وموضوعها: المحاكمة بين الطوائف، وإثبات صفات الباري سبحانه وتعالى رغم كل مخالف، وقد عني العلماء المعاصرون بشرحها فشرحها السعدي في كتابه (شرح الكافية الشافية) وهو شرح موجز، كما شرحها ابن عيسى في كتابه (توضيح المقاصد، وتصحيح القواعد في شرح عقيدة ابن القيم).


(١) انظر: كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للمحمود.
(٢) طبعت هذه الكتب مستقلة وأكثرها موجود في محموع الفتاوى، حيث خصصت أجزاء منه لتوحيد الأسماء والصفات ... وهما الجزاءان الخامس والسادس، والجزء الرابع في (مفصل الاعتقاد).
(٣) انظر: مبحث الأسماء والصفات في (شرح العقيدة الطحاوية بتحقيق الألباني (٩٨ - ٢٩٣)، وبتحقيق التركي (١/ ٦٠ - ... ٢٢٢، ٢٦٣ - ٣٩٨)، وفي لوامع الأنوار (١/ ٢٨ - ٤٦، ١١٨ - ٢٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>