وذكر ابن القيم ثلاث مراتب لإحصاء أسماء الله تعالى وهو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح هي:
١) إحصاء الفاظها وعددها.
٢) فهم معانيها ومدلولها.
٣) دعاؤه بها كما قال تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨٠]. وللدعاء مرتبتان: دعاء الثناء والعبادة، ودعاء الطلب والمسألة. فلايثنى على الله إلابأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكذلك لايُسأل إلا بها. (بدائع الفوائد ١/ ١٦٤).
وأطال ابن حجر في ذكر معاني الإحصاء في (الفتح ١١/ ٢٢٥ - ٢٢٨)، وكذا العيني في (العمدة ٢٣/ ٢٩).
الفوائد:
(١) فيه أن الله هو أشهر أسمائه تعالى؛ لإضافة الأسماء إليه. قال الطبري: ولأنه يعرف كل أسمائه به فيقال: الرحمن اسم الله، ولا يقال: الله اسم الرحمن (شرح الأبي ٧/ ١١٣).
(٢) إثبات الاسم لله عز وجل ولا يقال: الاسم غير المسمى روي عن الشافعي وغيره قولهم: " إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة "، ولا يقال: الاسم هو المسمى بل أمسك أكثرأهل السنة عن هذا، وحسب الإنسان أن ينتهي إلى قوله تعالى:
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨٠]. وأكثر أهل السنة يقولون: الاسم للمسمى. وهذا القول دل عليه الكتاب في الآية المذكورة والسنة في هذا الحديث (مجموع الفتاوى ٦/ ٢٠٦، ٢٠٧).
(٣) جملة: {من أحصاها دخل الجنة} صفة للتسعة والتسعين، أو جملة مبتدأة والتقدير: إن لله أسماء بقدر هذا العدد من أحصاها دخل الجنة. كما يقول القائل: إن لي مائة غلام أعددتهم للعتق، وألف درهم أعددتها للحج. فالتقيد بالعدد هو الموصوف بهذه الصفة لا في أصل استحقاقه لذلك العدد فإنه لم يقل: إن أسماء الله تسعة وتسعون (مجموع الفتاوى ٦/ ٣٨١، ٢٢/ ٤٨٦).