للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه، وهو الباطن جميع الأشياء فلا شيء أقرب إلى شيء منه ".

وذكر ابن القيم أن من جحد فوقيته فقد جحد لوازم اسمه {الظاهر} ولايصح أن يكون الظاهر مَنْ له فوقية القدر فقط كما يقال الذهب فوق الفضة؛ لأن هذه الفوقية تتعلق بالظهور بل قد يكون المفوَّق أظهر من الفائق فيها، ولايصح أن يكون القهر والغلبة فقط وإن كان سبحانه ظاهراً بالقهر والغلبة، فله سبحانه العلو المطلق من كل وجه وهو علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر (١).

واسمه سبحانه الباطن: لايقتضي السفول، والسفول نقص هو منزه عنه، فإنه سبحانه العلي الأعلى لايكون قط إلا عالياً (٢).

وقد ربط الظاهر بالباطن، والظهور يقارنه العلو فكلما كان الشيء أعلى كان أظهر، وكل من العلو والظهور يتضمن المعنى الآخر ولذا قال صلى الله عليه وسلم: {فليس فوقك شيء} ولم يقل: ليس أظهر منك شيء؛ لأن الظهور يتضمن العلو والفوقية (٣).

وفيه أيضاً إحاطة الله تعالى بالعالم وعظمته سبحانه واضمحلال كل شيء عند عظمته، وهو

الباطن سبحانه يدل على اطلاعه على السرئر والضمائر والخبايا ودقائق الأشياء (٤).

ورودهما في القرآن:

ورد في آية واحدة هي قوله تعالى:

{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)} [الحديد: ٣].

وقد تقدم هذان الاسمان في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مع اسمي {الأول والآخر} (٥).


(١) انظر: مدارج السالكين (١/ ٣١)، بدائع التفسير (١/ ١٣٨)، مجموع الفتاوى (٥/ ٥٨١، ١٦/ ١٠٠).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (١٦/ ٤٢٦).
(٣) المصدر السابق (٦/ ٢٠٨).
(٤) انظر: كلام ابن القيم في أثر الإيمان بهذين الاسمين في: طريق الهجرتين (٢٢ - ٣٤). الحق الواضح المبين للسعدي (المجموعة الكاملة: ٣/ ٢٢٣).
(٥) راجع ص ٤١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>