للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو سبحانه العالم بكنه الشيء والمطلع على حقيقته كما قال تعالى:

{فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (٥٩)} [الفرقان: ٥٩].

وعلم الله سبحانه وتعالى سواء فيما غمض من الأشياء وفيما لطف، وفيما خفي وظهر وإنما تختلف مدارك علوم البشر الذين يتوصلون إليها بمقدمات من حسٍّ، وبمعاناة من فكر ونظر ولذلك قيل لهم: ليس الخبر كالمعاينة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً (١)

والله سبحانه الخبير بمصالح الأشياء ومضارها ولا تخفى عليه عواقب الأمور وبواديها (٢) وهو سبحانه الخبير بمواضع الأشياء ومحالها فلا يعطي إلا من يستحق ولا يمنع إلا من يستحق (٣)

والله سبحانه المتحقق لما يعلم والشك غير جائز عليه، فإن الشك ينزع إلى الجهل حاشا له من الجهل، أما العبد فقد يوصف بعلم الشيء إذا كان ذلك مما يوجبه أكثر رأيه ولا سبيل له إلى أكثر منه، وإن كان يجيز الخطأ على نفسه فيه، والله سبحانه لايوصف بمثل ذلك؛ إذ العجز غيرجائز عليه (٤).

وروده في القرآن:

ورد معرفاً في ست مواضع قرن في اثنين منها باللطيف، وفي ثلاثة بالحكيم، وفي موضع بالعليم ومنها قوله تعالى:

{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣)} [الأنعام: ١٠٣].

وورد بلفظ: خبير في ستة وعشرين موضعاً قرن مرتين بكل من عليم، وبصير، ولطيف، ومرة

بحكيم، وجاء مفرداً في سائرها ومن ذلك قوله تعالى:

{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨)} [التغابن: ٨]

وجاء بلفظ: خبيراً بالنصب في إثني عشر موضعاً قرن في ثلاثة منها ببصير ومرة بكل من عليم، ولطيف ومن ذلك قوله تعالى:


(١) انظر: شأن الدعاء (٦٣).
(٢) انظر: تفسير ابن جرير (١١/ ٢٨٨).
(٣) انظر: تفسير ابن كثير (٣/ ٢٤٠).
(٤) انظر: الأسماء والصفات (١/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>