١٦٤ - (٧٠) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم}(١) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب يارب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِي بالحرام، فأنَّى يستجاب لذلك} رواه مسلم والترمذي.
التخريج:
م: كتاب الزكاة: باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (٧/ ١٠٠).
ت: كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة البقرة (٥/ ٢٢٠) وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال ابن العربي: صحيح حسن، ثم قال: صحيح إلى هذا المقدار، وما رواه حسن وهو قوله: وذكر الرجل (العارضة ١١/ ١١٠، ١١١).
شرح غريبه:
أشعث: الشعث قيل: تفرق الشعر فلا يكون متلبداً (النهاية ٢/ ٤٧٨)(غريب الحديث للحربي ٢/ ٥٨٩) وقيل: الملبد الشعر المغبر (المشارق ٢/ ٢٥٥).
وغذي بالحرام: ـ بضم الغين وكسر الذال المخففة ـ والفرق بين من مطعمه حرام وغذي بالحرام: أن من أكل طعاماً مِنْ كسب مَنْ كسبه حرام فالآكل غذي بحرام ورب الكسب مطعمه حرام فالطعم أخص من الغذاء (شرح الأبي ٣/ ١٥١)، وفيه قول آخر أنه ذكر قوله:{وغذي بالحرام} بعد قوله: {ومطعمه حرام} إما لأنه لايلزم من كون المطعم حراماً التغذية به، وإما تنبيهاً على استواء حاليه أي كونه منفِقاً في حالة كبره، ومنفَقاً عليه في حال صغره في وصول الحرام إلى باطنه، فأشار بقوله:{ومطعمه حرام} إلى حال كبره، وغذي بالحرام إلى حال صغره وهذا دال على أنه لا ترتيب في الواو، ورجح الطيبي الوجه الأول، وذكر القاري أنه لا مانع من الجمع فيكون إشارة إلى أن عدم إجابة الدعوة إنما هو لكونه مصراً على تلبس الحرام والله أعلم (شرح الطيببي ٦/ ٨)، (المرقاة ٦/ ٩).
(١) * الأولى من [المؤمنون: ٥١]، والثانية من [البقرة: ١٧٢].