أما رواية طلحة ـ عن حذيفة رضي الله عنه ـ فهي مرسلة قال النسائي (٣/ ٢٢٦) بعد روايته الحديث ـ بدون الشاهد ـ من طريق العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن طلحة عن حذيفة: هذا الحديث عندي مرسل، وطلحة بن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئا، وغير العلاء بن المسيب قال في هذا الحديث: عن طلحة عن رجل عن حذيفة.
ويلاحظ أن الذكر الوارد في الحديثين اختلف موضعه في حديث عوف عن حديث حذيفة ففي الأول أنه يقوله في ركوعه وسجوده، أما حديث حذيفة فكان يقوله في الافتتاح بعد التكبير.
والطريقان الآخران عند أحمد قال الساعاتي في (الفتح الرباني ٣/ ٢٤٤): إسناد طرقه جيد.
وقد قام بدراستها الباحث السنوسي في (مرويات حذيفة في مسند أحمد/٢٢٣، ٢٢٤، ٣٩٩) وفيها رواية ابن عم حذيفة: وقد ضعف إسناده للجهالة لكنه حسن لغيره بالمتابعة، وكذا الطريق الآخر عن ابن أخي حذيفة رضي الله عنه.
وعلى ما سبق فالحديث صحيح إن ثبت أن المبهم في رواية أبي داود، والنسائي هو صلة، أو يكون منقطعاً ويتقوى بالشاهد الذي قبله ويصبح حسناً لغيره والله أعلم.
شرح غريبه:
الجبروت: فَعَلُوت من الجبر والقهر (النهاية/جبر/١/ ٢٣٦).
الملكوت: اسم مبني من الملك كالجبروت والرهبوت من الجبر والرهبة (النهاية/ملك/٤/ ٣٥٩). وقيل الملكوت هو الملك، زيدت فيه التاء كما يقال: رَهبوت، ورَحَموت، قال الله عز وجل:{فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء}[يس: ٨٣](شرح السنة ٤/ ٢٣).
الفوائد:
(١) فيه جواز الاقتداء في غير المكتوبة.
(٢) استحباب تطويل صلاة الليل (الفتح الرباني ٣/ ٢٤٤.
(٣) مشروعية هذا الذكر في الركوع والسجود، وتطويلهما بقدر القيام للقراءة، وقد كان فعله
صلى الله عليه وسلم في ذلك مختلفا وكل ما ثبت فهو سنة (المرعاة ٣/ ١٩٨).