للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس من المعاشرة بالمعروف، ولأنه يؤدي إلى الخصومة التي نهى الشارع عنها، ولأن كل واحدة منهما قد تسمع حسَّه إذا أتى

الأخرى أو ترى ذلك، مما يثير بينهما العداوة والغيرة ونحو ذلك. ومنع الجمع بين امرأتين في مسكن واحد حق خالص لهما، فيسقط برضاهما عند الجمهور (١).

قلت: الأصل أن يجعل لكل زوجة منهن بيتًا كفعل النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ...} (٢).

فذكر سبحانه أنها بيوت ولم تكن بيتًا واحدًا، لكن إذا رضيتا بذلك جاز، لأن الحق لهما، فلهما المسامحة بتركه، والله أعلم (٣).

* تنبيه: سيأتي مزيد بيان لبعض مسائل النفقة والسكنى في أبواب عدة المطلَّقة إن شاء الله.

٥ - التلطف بالزوجة وملاعبتها وتقدير صغر سِنِّها:

وليكن لهذا الزوج في رسول الله الأسوة الحسنة، فعن عائشة قالت: "كان الحبش يلعبون، فسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو" (٤).

ويسابق النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها ويقول لها: "تعالي أسابقك" فتسبقه، ثم يسابقها بعد أن بدنت وحملت اللحم فيسبقها ويضحك ويقول: "هذه بتلك" (٥).

وقالت عائشة: "كنت ألعب بالبنات [العرائس من القطن] عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسربهن إليَّ فيلعبن معي" (٦).

فأي حلم بعد هذا مع الزوجة!! (٧).


(١) «فتح القدير» (٤/ ٢٠٧)، و «مواهب الجليل» (٤/ ١٣)، و «نهاية المحتاج» (٧/ ١٨٦)، و «كشاف القناع» (٥/ ١٩٦)، و «الفروع» (٥/ ٣٢٤).
(٢) سورة الأحزاب: ٥٣.
(٣) انظر كتابي «فقه السنة للنساء» (ص: ٤٤٠) ط. التوفيقية.
(٤) البخاري (٥١٩٠)، ومسلم (٨٩٢).
(٥) مسند أحمد (٦/ ٢٦٤) بسند صحيح.
(٦) البخاري (٦١٣٠)، ومسلم (٢٤٤٠).
(٧) «فقه التعامل بين الزوجين» لشيخنا مصطفى العدوي - أثابه الله - (ص ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>