وكم من أرسل لحظاته فما أقلعت إلا وهو يتشحط بينهن قتيلًا كما قيل:
يا ناظرًا، ما أقلعت لحظاته حتى تشحط بينهن قتيلًا
ولي من أبيات:
ملّ السلامة فاغتدت لحظاته وقفًا على طلل يظن جميلًا
ما زال يتبع أثره لحظاته حتى تشحط بينهن قتيلًا
ومن العجب: أن لحظة الناظر سهم لا يصل إلى المنظور إليه، حتى يتبوأ مكانًا من قلب الناظر، ولي من قصيدة:
يا راميًا بسهام اللحظ مجتهدًا أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
يا باعث الطرف يرتاد الشفاء له أحبس رسولك، لا يأتيك بالعطب
وأعجب من ذلك: أن النظرة تجرح القلب جرحًا، فيتبعها جرحًا على جرح، ثم لا يمنعه ألم الجراحة من استدعاء تكرارها. ولي أيضًا في هذا المعنى:
ما زلت تتبع نظرة في نظرة في إثر كلّ مليحة ومليح
وتظن ذاك دواء جرحك وهو في الـ تحقيق تجريح على تجريح
فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكا فالقلب منك ذبيح أي ذبيح
وقد قيل: أن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات.
٣ - النهي عن الخلوة بالأجنبية:
وفي ذلك يقول - رحمه الله تعالى -:
(أنه - صلى الله عليه وسلم - حرّم الخلوة بالأجنبية ولو في إقراء القرآن).
وقال أيضًا:
(نهى - صلى الله عليه وسلم - الرجال عن الدخول على النساء لأنه ذريعة ظاهرة).
وهذا محل إجماع ولو في باب من أبواب الخير والرشاد كإقراء القرآن وتعليم العلم، وقد حكى الإجماع على ذلك الحافظان ابن حجر والشوكاني.
٤ - النهي عن سفر المرأة بلا محرم:
قال - رحمه الله تعالى -:
(ونهى - صلى الله عليه وسلم - عن السفر بلا محرم وما ذاك إلا أن سفرها بغير محرم قد يكون ذريعة إلى الطمع فيها والفجور بها).