للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحلف بأسماء الله وصفاته:

١ - الحلف بأسماء الله تعالى (١): لا خلاف بين أهل العلم في أن من قال: (والله) أو (بالله) أو (تالله) فحنث -أن عليه الكفارة لانعقاد يمينه، وكذلك الحلف بأي اسم من أسمائه سبحانه التي لا يسمى بها غيره، كالرحمن، والأول الذي ليس قبله شيء، ورب العالمين، والحي الذي لا يموت ونحو ذلك.

وأما ما يسمى به غير الله تعالى مجازًا، وينصرف إطلاقه إلى الله تعالى، مثل الخالق والرازق والرب والرحيم والقاهر ونحوه، فهذا يسمى به غير الله مجازًا بدليل قوله تعالى {وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} (٢)، وقوله {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} (٣)، وقوله {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} (٤)، و {اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ} (٥) فهذا إن نوى به اسم الله تعالى أو أطلق، كان يمينًا لأنه بإطلاقه ينصرف إليه، وإن نوى به غير الله تعالى لم يكن يمينًا، لأنه يُستعمل في غيره فينصرف إليه بالنية.

وأما ما يسمى به الله تعالى وغيره ولا ينصرف إليه بإطلاقه، كالحي والعالم والكريم ونحو ذلك، فهذا إن قصد به اليمين باسم الله تعالى كان يمينًا، وإن أطلق أو قصد غير الله تعالى لم يكن يمينًا.

٢ - الحلف بصفات الله تعالى:

(أ) يجوز -عند جمهور العلماء- القسم بصفة من صفات ذات الله سبحانه التي لا يراد بها غيره، مثل: جلاله وكبريائه وعظمته وعزته، وتنعقد بها اليمين:

فعن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فتقول: قط قط، وعزَّتك، ويُزوى بعضها إلى بعض» (٦).

وفي حديث أبي هريرة -في ذكر آخر من يخرج من النار-: «.. فلا يزال يدعو الله، فيقول لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره، فيقول: لا، وعزَّتك لا أسألك غيره ..» (٧).


(١) «المغنى» (١١/ ١٨٢)، و «المجموع» (١٨/ ٢٢)
(٢) سورة العنكبوت: ١٧.
(٣) سورة الصافات: ١٢٥.
(٤) سورة يوسف: ٥٠.
(٥) سورة يوسف: ٤٢.
(٦) صحيح: أخرجه البخاري (٦٦٦١)، ومسلم (٢٨٤٨).
(٧) صحيح: أخرجه البخاري (٦٥٧٣)، ومسلم (١٨٣) وليس عنده موضع الشاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>