أصدر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يعسكر في هذه المنطقة الجزء الأكبر من الجيش وتقوم القوات المهاجمة بالتحرك تجاه العدو، وهكذا وعلى الفور تم إعداد مسجد في تلك المنطقة، واستمرت الدعوة وتبليغ الإسلام جنبا إلى جنب مع القتال.
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه مسئولا عن هذا المعسكر.
وكان عدد حصون منطقة خيبر الواقعة على يمين ويسار المنطقة المأهولة عشرة حصون تضم بداخلها عشرة آلاف مقاتل (١).
ـ[ويمكن أن نقسم هذه الحصون إلى ثلاثة أقسام]ـ:
- حصون نطاة (نطاط) وكانت تضم حصن ناعم وحصن نطاة وحصن صعب بن معاذ وحصن قلعة الزبير.
- حصون الشن (الشق) وكانت تضم حصن الشن وحصن البر وحصن أبي.
- وحصون الكتبية وتضم حصن القموص والوطيح والسلالم ويقال له أيضا حصن بني الحقيق.
عين محمود بن مسلمة رضي الله عنه قائدا للقوات المهاجمة فبدأ بمهاجمة حصن النطاة وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الجيش المهاجم، بينما بقية الجيش كانت تحت إمرة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
استمر محمود بن مسلمة في هجومه على الحصن خمسة أيام ولكن الحصن لم يفتح، وفي اليوم الخامس أو السادس أراد محمود بن مسلمة رضي الله عنه أن يستريح قليلا في ظل جدار من جدران الحصن، فغافله كنانة بن أبي الحقيق اليهودي ورماه بحجر في رأسه فاستشهد، فحمل اللواء من بعده أخوه محمد بن مسلمة وقاتل ببسالة وشجاعة حتى الليل، وكان محمد بن مسلمة يرى أن يقطع نخيل اليهود لأنها كانت غالية عليهم كأولادهم وهكذا يمكن التأثير على أهل القلعة، وبينما بدأ المسلمون في تنفيذ هذه الخطة إذا بأبي بكر يحضر أمام الرسول ويقول أن أرض خيبر لابد مفتوحة بأيدي المسلمين فلماذا نخربها بأيدينا - وأعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الرأي وأصدر حكمه بمنع ابن مسلمة من قطع النخيل.
(١) فتح الباري وقد ذكرت بعض الكتب أن عدد هذه الحصون كان ستة أو سبعة.