للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه (١)

وليطالع القراء هذه الخطبة النبوية بإمعان، وتفكير وتدبر، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أكد في خطبة حجة الوداع:

- على ضرورة العمل بالقرآن والسنة، ووعد العامل بالقرآن الكريم بأنه لن يضل أبدا.

- كما أكد على الحفاظ على حقوق المسلمين فيما بينهم وعلى أرواحهم وأموالهم وأعراضهم.

- كما نبه على حقوق الزوجات بعبارات واضحة بليغة.

- كما أشهد آباءنا وأجدادنا على ما صدر عنه - صلى الله عليه وسلم - من لسنن طوال حياته.

- وألزم - صلى الله عليه وسلم - كل مسلم بالاطلاع بمسئولية تبليغ الإسلام ونشره.

هذه هي الأصول والأحكام التي يضمن العمل بها للمسلمين الرفعة والنجاح في الدنيا والآخرة، كما أن ترك العمل بها يؤدي بالمسلمين إلى الخسران المبين في الدنيا والدين.

ولما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخطبة نزلت هذه الآية الكريمة في نفس المكان (٢).


(١) البخاري ٢/ ١٩١ عن أبي بكرة باب حجة الوداع.
(٢) صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب، ولنقرأ الآن رؤيا يوحنا الإصحاح الرابع عشر وقد سبق ذكر خمسة دروس منه قبلا ولنثبت هنا الدرس السادس:
"ثم رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء معه بشارة أبدية ليبشر الساكنين على الأرض وكل أمة وقبيلة ولسان وشعب".
وقد كتب الأسقف W. Hoper وهو الذي فسر هذه الرؤيا لطلاب علم الإلهيات وللمهتمين من عامة الناس ممن يرتادون الكنيسة وقد طبعت جمعية المعرفة النصرانية بالبنجاب هذا التفسير عام ١٨٨٥م، كتب في صفحة ١٤٠ عن هذا الدرس أن: "فرقة النصارى المسماة بالفرنسيسكان، كانت تستنتج من هذا الدرس نبوءة وجود إنجيل أبدي، وكانت هذه الفرقة تقول إن الإنجيل الذي بين أيدينا ينسخ بذلك الإنجيل الأبدي مثل العهد القديم، ويظهر إنجيل أفضل من هذا الإنجيل، يطلق عليه اسم "الإنجيل الأبدي" وكان هؤلاء الناس يركزون على كلمة "أبدي" وكان معلمهم هو "نيوياقيم".
والغرض هنا من ذكر رأي هوبر هو أن النصارى فهموا أن البشارة الأبدية تعني نزول كتاب آخر =

<<  <   >  >>