ثانيا: قال المسيح عليه السلام في الدرس الثالث عشر: "فهو يرشدكم إلى جميع الحق" ويوافق ذلك ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: {هو الذي جاء بالصدق}. وقال تعالى: {يعلمهم الكتاب والحكمة}. والظاهر أن العلم الذي يعلم الشريعة والحكمة والدين والعقل يمتلك الصدق كله. وقال المسيح في الدرس المذكور: لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به". وقد وصف الله تعالى النبي - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم بهذا الوصف فقال: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى} ثالثا: قال المسيح عليه السلام في الدرس الرابع عشر "ذاك يمجدني" والقرآن الكريم وكتب الأحاديث النبوية مملوءة بالألفاظ التي وردت على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عظمة المسيح وكان كثير من اليهود يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانوا يقولون نحن على استعداد للإيمان بك ولكن لا يمكن أن نصدق المسيح، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم: "من لم يؤمن بالمسيح لم يؤمن بي، وكان من نتيجة هذا الإرشاد النبوي تعظيم المسلمين للمسيح وتكريمه من أعماق قلوبهم حتى اليوم وكذا إيمانهم به واعتباره أحد الرسل الخمسة أولي العزم، وهكذا فهناك اليوم أكثر من تسعمائة مليون مسلم يشهدون للمسيح في كل وقت مع أنه لم يكن للنصارى قبل الإسلام شاهد واحد من غيرهم، والآن فقط لا يشهد لهم سوى المسلمين بعفة مريم وولادة المسيح التي تمت بتدبير الله عز وجل فجاءت فوق مستوى فهم العقل البشري وكذلك يؤيد المسلمون أيضا معجزات المسيح، ومن هنا فيجب على النصارى أن يفكروا في عبادة المسيح "ذاك يمجدني" فأي تصديق لهذه العبارة أكبر مما ذكرناه الآن؟ " وبقيت فقرة في الدرس الثالث عشر، قال المسيح "ويخبركم بأمور آتية" كان علماء النصارى الذين لم يطالعوا القرآن الكريم والأحاديث النبوية يقولون إن نبينا عليه السلام لم يخبر عن الغيب ولم يخبر عن المستقبل، وإني أتأسف حين أسمع منهم هذا الكلام فهذا يدل على قلة معلوماتهم فيما يتعلق بكتبنا، وأتعجب أيضا على جسارتهم في ادعائهم هذا مع جهلهم، ولو أردت أن أفصل الحديث هنا عما أنبأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاحتجت لتأليف كتاب كامل، وإن شاء الله سأكتب بالتفصيل عن هذا الموضوع في كتاب مستقل وأكتفي هنا بإلقاء الضوء باختصار على هذا الموضوع لشرح ما ورد في الدرس ١٣ وتصديقا لقول المسيح عليه السلام. =