وأود أن أعرض للقراء الكرام شيئا آخر عن نبوءة المسيح التي ورد ذكرها في السطور السابقة، وقد ناقشت عددا من الأساقفة فيما يتعلق وهذه النبوءة، ومن رفض منهم الاعتراف بأن هذه النبوءة إنما هي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول بأن هذه النبوءة قد تحققت بحواري المسيح الاثنى عشر وذلك في يوم الخميس الذي ورد ذكره في "أعمال الرسل" الباب الثاني [ولما حضر يوم الخميس كان الجميع معا بنفس واحدة وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى لما أعطاهم الروح أن ينطقوا] [ص:١٩٠]. وأجبت بأن ما وقع يوم الخميس قد بينه سانت بطرس قبلنا وقبلكم حيثما كانت روح القدس مع الحواريين جميعا ومع بطرس. كما ورد في سفر الأعمال نفسه (٢/ ١٤ - ١٦) [[ص:١٩١]]. فوقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم: أيها الرجال اليهود والساكنون في أورشليم أجمعون ليكن هذا معلوما عندكم واصغوا إلى كلامي لأن هؤلاء ليسوا سكارى كما أنتم تظنون لأنها الساعة الثالثة من النهار بل هذا ماقيل بيوئيل النبي (أي يونس) " [ص:١٩١]. وهكذا إذا كان سانت بطرس قد أخبر عن النصر من روح القدس فإن يوم الخميس يتعلق بنبوءة يوئيل النبي لا بنبوءة المسيح، ومن هنا فلا يحق لأحد الأساقفة أن يدعي أن هذا يتعلق بنبوءة المسيح عليه السلام. وهذه شهادة ظاهرة وواضحة جدا ونقدم الآن شهادة من خلال كلمات المسيح نفسه: ١ - يفيد الدرس الثاني عشر من الإصحاح السادس عشر من إنجيل يوحنا أن الأمور التي لم يبينها المسيح سيبينها روح الحق القادم، ولكن لم يظهر للحواريين يوم الخميس أي تعليم جديد. ٢ - وفي الدرس الثالث عشر ورد أن روح الحق يخبر بأمور قادمة ولكن لم يظهر للحوارين أي تعليم جديد يوم الخميس من قبل روح الحق. ٣ - وفي الدرس الرابع عشر ورد أن روح الحق يمجد المسيح ولكن الروح لم يورد حرفا يتعلق بالمسيح. والحق أن نبوءة المسيح عليه السلام في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - نبوءة واضحة جلية، وللمزيد من الإيضاح نورد هذه النقاط: أولا: قال المسيح في الدرس الثاني عشر: "إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن" =