أسرته وذلك بما اتصف به من قناعة وزهد، وهكذا قدم نموذجا رائعا للاعتماد على النفس.
وفي مدة قصيرة أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصدقه وعطفه على العرب الجفاة، وأوجد لنفسه في قلوبهم العزة والمحبة وهكذا قدم نموذجا منيرا للصادقين على أن قوة الخير والصدق يمكن أن تقهر الظلم والجهل.
أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضل وقوة التعاون والتمدن، ومهد السبيل بعقد "حلف الفضول" لاستقرار الأمن وحماية الجنس البشري وعلم الحريصين على نهضة بلادهم بإخلاص، الأصول الذهبية لإدارة شئون البلاد التي تتمثل في الاستعانة بأبنائها.
وأرشد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بنصبه الحجر الأسود أنه إذا اجتمع أناس اختلفوا في الأهداف والمقاصد في مكان واحد، فيمكن جمعهم على مركز واحد، كما أثبت أيضا أن دعم السلام وتجنب مخاطر الحرب لا يحتاج إلى القوة الحربية بل يلزمه ذهن ثاقب.
وتتجلى محاسن الأنبياء جميعا في نبوته - صلى الله عليه وسلم -:
كذب - صلى الله عليه وسلم -، وأوذي كما كذب المسيح وأوذي فصبر وشكر.
وبلغ صوت الله في الصحراوات والقرى مثلما فعل يحيى عليه السلام.
وأحيى من جديد حرمة وعظمة بيت الله مثلما فعل عيسى عليه السلام.
وعاش - صلى الله عليه وسلم - صابرا صبر أيوب ثلاث سنوات في الشعب، ورغم ما عاناه ظل قلبه مملوءا بالشكر لله والثناء عليه وظل لسانه يلهج بالتسبيح لله.
وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بدعوته قومه الأشقياء في السر والعلن، في الخفاء وعلى الملأ، في الأعياد والاجتماعات، في الطرق والممرات، في الوديان وفوق الجبال محذرا الناس من ارتكاب المعاصي والأعمال السيئة، تماما مثلما فعل نوح عليه السلام.
واعتزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - مثله مثل إبراهيم عليه السلام - عصاة قومه، وهاجر من وطنه يبحث عن أرض طيبة ليغرس فيها شجرة الإسلام الطيبة وفي ليلة الهجرة نجح - صلى الله عليه وسلم - في الافلات من الأعداء مثل داود عليه السلام.
ومثل يونس عليه السلام الذي قضى في بطن الحوت ثلاثة أيام حتى بلغ نداءه في