للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فأعطوها هاجرة فرجعت فقالت: أشعرت أن الله عز وجل كب الكافر وأخدم وليده "

وقال ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " فأخدمها هاجر " (١).

أما ما يفهم من الروايات الإسلامية من أن هاجرة كانت أمة أمر مستبعد، وحتى يطمئن أهل الكتاب نفصل الحديث أكثر.

يقول ربي شلومو إسحاق أكبر مفسري التوراة عند اليهود في شأن هاجرة عند تفسيره للأصحاح السادس عشر في سفر التكوين ما نصه:

" ابث برعه هابثا كشرا نسيم شغسوا سارة اهموا اطاب شتها بتي شفحه بيت زه ولو كبيره ببيت أخير " (٢).

ومعناه:

إن هاجرة كانت بنت فرعون ولكنه لما رأى عظم أمر سارة قال: لأن تعيش ابنتي خادمة في ييتها خير من أن تعيش ملكة في بيت غيرها".

يتضح من هذه الشهادة أن هاجرة كانت بنتا لملك مصر، وأن كرامة السيدة سارة وصلت عند ملك مصر درجة جعلته يعتبر وجود ابنته في خدمتها، باعثا على الفخر والعزة له ولأسرته.

فما أسعد سارة التي افتخرت ابنة الملكة بأن تخدمها، وما أسعد هاجرة التى نشأت وترعرعت منذ نعومة أظفارها في رعاية خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام.

وشهادة ربي شلومو مفسر التوراة السابق ذكرها، تغنينا عن أي تفصيل آخر، ولتوثيق هذه الشهادة نقول أن اللغة العبرية بها كلمات خاصة بأحوال العبيد والإماء:

- فكلمة "شميبوت حرب" تطلق على من يؤسر في الحرب من عبيد وإماء.

- وكلمة "مقنت كسف" تطلق على من يشترى بالمال.

- وكلمة "ياليدبايث" تطلق على أولاد العبيد والإماء.


(١) كلمة "فأخدمها" الواردة في الحديث الشريف مرادفة لكلمة "شفحة" العبرية وكان قد استعملها والد السيدة هاجرة.
(٢) نقلا عن البراهين الباهرة في حرية هاجرة، مولوي غلام رسول جرياكوني.

<<  <   >  >>