للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا ما تصفحنا التوراة بأكملها لا نجد فيها كلمة من هذه الكلمات الثلاث أطلقت على السيدة هاجرة.

ونحن نعترف بأن سارة عيرت هاجرة "بأمتي" كما ورد في التوراة، والأمة مدلولها بالعربية نفس مدلولها بالعبرية أي الجارية، ولكن من قلة الفهم أن نحمل كلمة ضرة لضرة أخرى، وهي في حالة غضب وحزن على معناها الحقيقي.

وقد ذكرنا أن فرعون مصر قدم هاجرة لخدمة سارة، ومن الممكن أن يعتبر أصدقاؤنا هذا دليلا قاطعا على كون هاجرة أمة، ونحن نطلب منهم أن يقرأوا الأصحاح ٣٠ من سفر التكوين:

١ - إن اسم أمة لياه - إحدى نساء يعقوب - زلفة وهي أم جد وآشر ابني يعقوب.

٢ - واسم أمة راحيل - إحدى نساء يعقوب - بلها وهي أم دان ونفتالي ابني يعقوب.

وهؤلاء الأربعة يعني جد وآشر ودان ونفتالي من أسباط إسرائيل الاثنى عشر، ممن دعا لهم يعقوب وداود وعيسى عليهم السلام حينا بعد حين، ولم يذكروا في التوراة بما يزري شأنهم إزاء إخوانهم الثمانية كما لم يوصفوا بأبناء الأمة.

وإذا ما صرفنا النظر عن زلفة وبلها فإن لياه (ليئة) وراحيل ابنتي خال يعقوب، وزوجتي يعقوب كما تقول التوراة، تعترفان بكونهما أمتين:

"فأجابت راحيل وليئة وقالتا له ألنا أيضا نصيب وميراث في بيت أبينا ألم نحسب منه أجنبيتين لأنه باعنا وقد أكل أيضا ثمننا" (١).

إن راحيل ولياه (ليئة) هما السيدتان اللتان ولدتا موسى وداود تعترفان هنا بكونهما أمتين، فهل يمكن لأهل الكتاب بعد هذا أن يقولوا شيئا في شأن هاجرة بينما لا توجد في التوراة كلمة تشينها مثلما هو الحال عند راحيل ولياه.

وليتأمل أهل الكتاب فقد جعلوا ملكة مصر أمة لأن أباها وهبها لخدمة العائلة النبوية، ولكن ماذا يقولون في حق يوسف الذي باعه المديانيون في مصر لفوطيفار (خصي

فرعون رئيس الشرطة)؟ (٢)


(١) سفر التكوين الأصحاح ٣١/ ١٤ - ١٥.
(٢) سفر التكوين الأصحاح ٣٧/ ٣٦.

<<  <   >  >>