للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالت فاطمة الأبيات التالية في وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ... وغاب مذ غبت عنا الوحي والكتب

فليت قبلك كان الموت صادفنا ... لما نعيت وحالت دونك الكتب (١)

وقد امتازت فاطمة بين أخواتها بأن استمر نسلها، وفيهم كانت الأئمة العظام الذين علت مكانتهم في الإسلام.

ولدت فاطمة الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب وقد سبق ذكر أحوال الحسن والحسين.

أما السيدة أم كلثوم بنت فاطمة فتزوجها عمر بن الخطاب وكان مهرها أربعين ألف دينار. ولدت لعمر بن الخطاب زيد بن عمر الأكبر ورقية ولما توفي عنها عمر، تزوجها بعده عون بن جعفر الطيار، توفيت أم كلثوم بنت علي المرتضى وابنها زيد بن عمر في وقت واحد، وكان زيد قد أصيب في نزاع بين بني عدي، وكان قد خرج ليصلح بينهم فضربه رجل منهم في ظلام الليل دون أن يعرفه فشجه وصرعه فعاش أياما ثم مات.

وأما السيدة زينب بنت فاطمة فتزوجها عبد الله بن جعفر الطيار وكانت مع أخيها الإمام الحسين عليه السلام في كربلا. ولما أسر الحسن تحملت الشدائد بصبر وصمود واحتضنت أهل بيته، وردت أعداءه بالمثل، استشهد ولدها عدي بن عبد الله بن جعفر أيضا في ميدان كربلا.

وقد زاد بعض الناس في أولاد فاطمة سيدة النساء فذكروا المحسن ورقية ولم يذكرهما معظم المؤرخين. والذين زادوا هذه الأسماء اعترفوا بأن المحسن ورقية مات كل واحد منهما صغيرا فلم يعرف عنهما شيئ في التاريخ.

وقد اختلف في قبر فاطمة أيضا (٢). فذكر بعض الناس أنها دفنت في بيتها وضم هذا المكان إلى المسجد النبوي بعد ما تم توسيعه وهذا ما ذكره الشيخ الكليني في "أصول الكافي".

وقد ذهب أكثر المؤرخين إلى أن قبرها في البقيع. ويوجد بجوارها أيضا قبر الإمام


(١) من كتاب حسن الصحابة.
(٢) من أراد التوسع في هذا البحث فليراجع كتابي "سفر نامه حجاز".

<<  <   >  >>