للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أقوالها أنها قالت: اقرعوا باب الجنة يفتح. قالوا: كيف نقرع؟ قالت: باحتمال شدة الجوع والظمأ. وسألها رجل مرة: متى أظن نفسي صالحة؟ قالت: حين ظننت نفسك سيئة. فقال: متى أظن نفسي سيئة؟ قالت: حين ظننت نفسك صالحة. وكانت عائشة بنت ثماني عشرة سنة حين مات النبي - صلى الله عليه وسلم -، والعلوم العالية التي تعلمتها منه خلال تسع سنوات، قامت بتبليغها إلى الأبناء الروحيين نحو نصف قرن من الزمان.

ـ[أقاربها]ـ: والدتها أم رومان الكنانية التي توفيت في شهر رمضان سنة ست من الهجرة.

نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - في حفرتها، وقال:

"اللهم لا يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك" وقال: "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان" (١).

١ - عبد الرحمن بن أبي بكر شقيقها وكان من شجعان العرب، انتصر المسلمون في حرب اليمن بشجاعته وهو الذي قال لمعاوية: أهرقلية إذا مات كسرى قام كسرى مكانه لا نفعل والله أبدا؟ وذلك حين ذكر معاوية رضي الله عنه إمارة يزيد لجمع من الصحابة وفيهم الإمام الحسين عليه السلام وعبد الله بن الزبير رضي الله عنه.

وابن عبد الرحمن أيضا من الصحابة. وعلى هذا فأربعة أجيال من أسرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه من الصحابة، وإن هذا الشرف لم يحصل لأحد من الصحابة غيره. وقد قالت عائشة الأبيات التالية في وفاته:

وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

٢ - والطفيل بن سخبرة أخوها لأم.

٣ - وعبد الله بن فضالة الليثي أبوها من الرضاعة يكنى أبا عائشة وكان قاضيا بالبصرة وعبد الله وفضالة كلاهما من الصحابة.

٤ - وأسماء ذات النطاقين أختها من الأب. أسلمت بعد سبعة عشر نفرا، توفيت


(١) الاستيعاب (٤/ ١٩٣٦). وأخرج البخاري حديثا عن مسروق التابعي عن أم رومان. ويظهر منه أن وفاة أم رومان كانت بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند البخاري.

<<  <   >  >>