وجاء ذكر رؤية النبي أيضا في القرآن. وفيما يلي الآيات التي تتعلق برؤيته - صلى الله عليه وسلم -: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا}(سورة الإسراء: ١).
وقال تعالى:{ولقد رآه نزلة أخرى} إلى قوله {من آيات ربه الكبرى}(سورة النجم: ١٣ - ١٨).
وقال:{ما كذب الفؤاد ما رأى}(سورة النجم: ١١).
وقال:{فأوحى إلى عبده ما أوحى}(سورة النجم: ١٠).
ولا يعلم أحد على وجه الدقة ما في هذه الرؤية من الروحانية والمشاهد العينية واليقين القلبي إلا الله ورسوله، ولكن جزالة اللفظ وفخامة المعنى وعلو المفهوم يجعل هذه الكيفية متصورة متشكلة في العقل البشري، ويتلذذ بها القلب والعقل مع ما في هذا الأمر من استعجاب وحيرة.
٦ - اتبع فرعون موسى وبني إسرائيل وكاد يدركهم إذ نادى بنو إسرائيل:(إنا لمدركون} (سورة الشعراء: ٦١).
فأجابهم موسى:{كلا إن معي ربي سيهدين}(سورة الشعراء: ٦٢).
تدبروا قليلا، فموسى عليه السلام لم يدخل معه قومه في المعية الربانية فقد كانوا لا يزالون على المكانة المنحطة التي لا تؤهلهم لهذه المعية. ومثل ذلك وقع للنبي - صلى الله عليه وسلم - كان هو وأبو بكر في غار ثور والكفار قد وصلوا إليه، كان لسان أبي بكر لا ينطق، ولكن قلبه يموج حزنا وغما وهنالك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تحزن إن الله معنا)(سورة التوبة: ٤٠).
إذا تأملنا في قول موسى " معي " وقول النبي " معنا " علمنا ما يملكه النبي - صلى الله عليه وسلم - من قوة العاطفة حيث أشرك صاحبه معه في المعية الإلهية التي كانت له وحده.
٧ - كفر بنو إسرائيل بموسى حين أمرهم بالجهاد وأجابوه:{فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون}(سورة المائدة: ٢٤).