(فإنها محرهة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلاتأس على القوم الفاسقين} (سورة المائدة: ٢٦).
ثم غفر لهم خطيئتهم هذه بعد أربعين سنة، فجاهدوا مع يوشع بن نون بعد ما توفي موسى فانتصروا.
ومثل هذا وقع للأعراب في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى:{قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا}(سورة الفتح: ١٦).
نزلت سورة الفتح سنة سبع من الهجرة ولم يدع هؤلاء المخلفون إلى الجهاد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن القرآن قد كان أخبرهم حين استأذنوا النبي للجهاد:
وفي السنة الحادية عشرة من الهجرة دعا أبو بكر جميع القبائل والأفراد إلى الجهاد فاجتمعوا له زرافات ووحدانا. وتبين منه فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كانت خطيئة بني إسرائيل وخطيئة المسلمين من الأعراب واحدة إلا أن بني إسرائيل غفر لهم ذنبهم بعد أربعين سنة قضوها حائرين متغربين، وغفرت للمسلمين خطيئتهم خلال أربع سنوات، كما ثبت منه أن دعوة أبي بكر إلى الجهاد كانت من أمر الله، وخلافته كانت كخلافة يوشع بن نون. ويكتمل وجه الشبه هنا حين نرى أن الأرض الموعودة بشر بها موسى قومه، وتمت هذه البشرى على يد يوشع بن نون وكذلك بشر النبي أصحابه بالأرض الموعودة وتم ذلك في خلافة أبي بكر وعمر.
٨ - وذكر القرآن الكريم ما صار إليه أمر عداوة فرعون لبني إسرائيل وظلمه لهم فقال:{فأخرجناهم من جنات وعيون ... وكنوز ومقام كريم ... كذلك وأورثناها بني إسرائيل}(سورة الشعر اء: ٥٧ - ٥٩).
وكذلك هجم الكفار بخيلهم ورجلهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين فذكر الله مصيرهم فقال:{ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا} - إلى - {وكان الله على كل شيء قديرا}(سورة الأحزاب: ٢٥ - ٢٧)