وبما أن لفظ البركة يشملها جميعا، ولفظ الهدى خاص بالمسجد الحرام فقط فالمسجد الحرام أرفع درجة من بيت المقدس.
وفي الآيات السادسة والسابعة والثامنة ورد لفظ آية ويختلف مصداق لفظ آية في كل من الآيات.
في الآية السادسة لسفينة نوح أو أصحاب السفينة آية.
وفي الآية السابعة مريم وابنها آية.
وفي الآية الثامنة اختلاف الألوان والألسنة آية.
وخلاصة ذلك كله:
أن ذكر للعالمين فقط القرآن الكريم.
وأن مبارك للعالمين: بيت المقدس وبيت الحرام.
وأن آيات للعالمين يندرج تحتها:
سفينة نوح، وأصحاب السفينة، ومريم، وابنها، واختلاف الألوان والألسنة للأمم.
أما لفظ الرحمة فقد استعمل للنبي - صلى الله عليه وسلم - وحده ولم يستعمل لأحد غيره. ونرى أن الله تعالى يقول:{ورحمتي وسعت كل شيء}(سورة الأعراف: ١٥٦).
فلما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين جميعا ثبت أن نبوته أيضا تشمل العالمين جميعا. واعلموا أنه لا يتصف برحمة للعالمين إلا ذلك الوجود الطاهر الذي بذل حياته المقدسة في سبيل إسعاد العالم بل العالمين، وفي سبيل رخائهم وفلاحهم، وخيرهم وصلاحهم، ونهوضهم ورقيهم لا يريد به عوضا ولا يبغى به بدلا.
والذي وصل العباد بربهم.
والذي طهر القلوب ونور الأرواح وصحح العقول ومهد الطبائع.
والذي عززت تعاليمه السلام العالمي، ووطدت توجيهاته المصلحة العامة.