ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا} (سورة الحج: ٣٩، ٤٠).
٢ - {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها}(سورة النساء: ٧٥).
هذه الأحكام تبين أن الإسلام اختار الحرب لا رغبة في السيطرة ولا طموحا إلى السلطان بل لتخليص المستضعفين من النساء والولدان من براثن الظلم والطغيان، واختارها لا لإكراه الناس على قبول الإسلام، بل لصيانة الصوامع والبيع والصلوات من أن تهدم.
وهل جاء في كتاب مقدس لدين من الأديان ما ينص على أن قوما حاربوا لأجل حماية الأديان الأخرى وإقامة معابدها؟ إذا كان الجواب بالنفي - ونحن نثق بذلك - فلابد من الاعتراف بأن الرأفة التي اتصف بها رحمة للعالمين هي التي جعلت للحرب غاية نبيلة لا ينكرها دين من الأديان.
وقد أوجب رحمة للعالين في حالة الحرب أن تكون مدة الإنذار الأخير طويلة حتى يتم فيها التفاهم وينجلي خطر الحرب. ففي القرآن الكريم:{فسيحوا في الأرض أربعة أشهر}(سورة التوبة: ٢).
وهذه الفرصة التي أتيحت قبل الحرب ما هي إلا رحمة وقد استثنى الله أشياء بعد نشوب الحرب أيضا فقال:
ألف - {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق}(سورة النساء: ٩٠).
ب - {أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم}(سورة انساء: ٩٠) فهؤلاء مستثنون من القتال وقد صرح القرآن بذلك: {فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا}(سورة النساء: ٩٠).
فانظروا كيف توضح هذه الأحكام أن هذه الحروب لا تقوم على إكراه الناس على قبول الإسلام.
وإذا فكرتم وجدتم أن هناك قوما ذميين ليسوا من المسلمين، فلو كانوا مسلمين لما