للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى غير المتناهية وعطاياه التي لاحدود لها، ويذكر أشياء كثيرة تحت هذا الخير الكثير، كما ذكر الإمام فخر الدين الرازي (١) منها:

١ - النبوة المحمدية، فإنه لم يعط أحد قبل ذلك هذه النبوة الجامعة والرئاسة العامة والدعوة الكاملة والهداية البالغة.

ومن ثمار هذه النبوة قول الله تعالى في نبيه:

{من يطع الرسول فقد أطاع الله} (٢).

وقوله تعالى:

{وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} (٣).

فصاحب الكوثر هو الذي أمر الله بإطاعته. وصاحب الكوثر هو الذي جعلت طاعته طاعة الله تعالى. وصاحب الكوثر هو الذي سبقت نبوته تاريخ البشر، واتصلت نهايتها بنهاية العالم.

انظروا في كلام رب العالين فهو أيضا يقول: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} (٤).

ويقول: {والله يعلم إنك لرسوله} (٥). فشهادة رب المشرقين والمغربين تصدق وتؤكد الشهادتين، ولذا لا يبقى شك في كون النبوة المحمدية والرسالة المصطفوية خيرا كثيرا.

٢ - ومنها أن المراد بالكوثر الإسلام، الإسلام الذي لن يقبل عند الله دين سواه، الإسلام الذي أعلم به الأنبياء عليهم السلام، الإسلام الذي يجمع سعادة الدارين، ويضمن فلاح الثقلين.


(١) مفاتيح الغيب (٤٩٨/ ٨) وما بعدها.
(٢) سورة النساء: ٨٠.
(٣) سورة النساء: ٦٤.
(٤) سورة آل عمران: ١٨.
(٥) سورة المنافقون: ١.

<<  <   >  >>