للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانوا في حالة بدائية لا تناسب التعليم الأعلى. ومثال ذلك أستاذ حاصل على الماجستير يقوم بتدريس طلاب الابتدائية، فلا يلقى إليهم كثيرا من المسائل العلمية لنقص فهمهم، فالواقع أن قدرا صالحا من تعليم المسيح، الأستاذ الصالح، لم يحصل للعالمين في ذلك الوقت.

والآن نتساءل: هل أتم أحد هذا النقص في الدين النصراني في أي عصر من العصرر؟.

وقد اتفق أن اتصلنا بعلماء النصارى بهذا الصدد، فقالوا: إنه قد أكمل هذا النقص يوم الخمسين الذي ورد ذكره في الأصحاح الثاني من سفر الأعمال (١). ويفهم من عبارته أن هذا الحادث وقع بعد رفع المسيح بخمسين يوما، أي في نفس العام الأول. وذكر معنى يوم الخمسين في كتاب الأحبار ((الكتاب الثالث لموسى)) في الباب الثالث والعشرين، بأنه تقديم قربان النذر أيام عيد الفصح.

نعم، يظهر بكتاب الأعمال (٢)، أن حواري المسح الاثنى عشر كانوا اجتمعوا ذلك اليوم، فسمعوا صوتا قويا، ورأى التلاميذ ألسنة النار على حدتهم فجلسوا عليها جميعا، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى، فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا وارتابوا قائلين بعضهم لبعض ما عسى أن يكون هذا، وكان آخرون يستهزؤون قائلين إنهم قد امتلأوا سلافة، فوقف بطرس ورفع صوته وقال لهم: إن هؤلاء ليسوا سكارى، بل هذا ما قيل يوئيل النبي: يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر وبعد خطاب بطرس انضم إليه نحو ثلاثة آلاف نفس.

وما وقع يوم الخمسين لا داعي للشك فيه، بل ينبغي أن نتأمله ونفكر فيه، والسؤال هنا متى تحقق تنبؤ المسيح عن إتمام ما بقى من تعليم الصدق؟ إن بطرس كان قد قال يوم الخمسين حينما كان ممتلئا بروح القدس: إن هذه الحالة هي التي ذكرت على لسان يوئيل النبي.

وهنا يأتي دور العدالة، يصرح بطرس مع روح القدس بأن تنبؤ النبي يوئيل تحقق،


(١) أعمال الرسل (١/ ٢).
(٢) أعمال الرسل (٢/ ٢ - ٤١) ملخصا.

<<  <   >  >>