القبض عليه، وأرسل إلى روما ولما مات في السجن أحرقت جثته وكتبه. والأمر الذي صدر في إحراق جثته كان يتضمن التصريح بأن إحراقه جاء نتيجة جهوده أيضا للمصالحة بين الكنيسة الرومانية والكنيسة البريطانية، فكأن الساعي إلى الصلح يستحق هذا المصير في نظرهم!
وحبس ((برونو)) طويلا في عام ١٦٠٠ م ثم أحرق حيا لمجرد قوله في الدنيا: إنها عالم الأسباب أو كأن قوله يشير إلى فكرة وحدة الوجود.
إن كروية الأرض اكتشفت في عصر الخلافة العباسية، ولكن لم يحرك هذا الاكتشاف ساكنا في أوساط المسلمين، وحين وصلت نفس هذه المسألة إلى أوربا قامت قيامتها، وقتل عشرات من الفلاسفة الذين قالوا بكروية الأرض.
والتطعيم ضد الجدري كان معروفا في القسطنطينية منذ مدة، وفي عام ١٧٢١ م ذهبت به السيدة (ماري مونتا) إلى أوربا، فعارضه الأساقفة أشد المعارضة، حتى رفع طلب إلى الملك بأن يحظر استخدامه بحكم سلطته الملكية.
ولما عرف أهل أمريكا طريقة تخدير المرأة وقت الولادة عارضها جميع الأساقفة، وقالوا: توفير الراحة للمرأة وقت الولادة معارضة للعنة الله [التي توجد في الباب الثالث من كتاب التكوين] لذات المرأة!.
وقد أحرق الكاردينال اكسيمنس ثمانية آلاف كتاب في غرناطة لأن محتواها كان يتعارض مع رأي الكنيسة.
وتعتبر حركة البروتستانت حركة إصلاحية متطورة، ويقال عنها إنها منحت الناس حرية العقل والقلب، وإليكم الآن موقف هذه الحركة المتحررة:
أصدر كلفان أمر إحراق السيرفيت لأنه اعتقد في ضوء تحقيقه دخول البدعة في دين المسيح قبل انعقاد ((مجلس نيقية))، وبهذا الذنب ألقى في النار الملتهبة التي شوته كالكباب.
وبنفس الذنب أحرق فايتي في مدينة تلوز عام ١٧٢٩ م.
وكان الأسقف لوتير يصف أرسطو بالكذب ويقول إنه خنزير دنس.
أما المسلمون فلم يقصروا في أخذ العلوم لأنها علوم أمم أو بلاد أخرى، ولم