الحقوق الشرعية ومنعوه من العبادة، وذلك حينما كان المؤمنون قادرين على الانتقام:{ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدو}(المائدة: ٢).
٥ - وهو الذي رأى ترهب الكهنة وانعزال النساك وفرقة لا مساس اليهودية وفرقة اليونان الكلبية ورهبان وراهبات النصارى ومصائرهم المخزية فتلا عليهم قوله تعالى:{ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم}(الحديد: ٢٧).
ثم ميز المدنية والإنسانية بإكليل ((لا رهبانية في الإسلام)) رواه أحمد في مسنده.
٦ - وهو الذي لم يخصص فرقة من اليهود كشعب الله المختار، ولم يسلم مفاتيح السماء فردا واحدا مثل الكاثوليك، ولم يجعل البراهمة وحدهم يملكون إرسال الإنسان إلى النعيم والجحيم. ولم يمنح لقب أبناء السماء بسب الولادة في منطقة خاصة كما فعل أهل الصين.
وهو الذي لم يغلق أبواب الرحمة والفضل على غير المتبعين مثل ما فعل زعماء الزرادشتية والبوذية.
٧ - وهو الذي جعل الرومي واليوناني والمصري والسوداني متساوين، ونرى في مجلسه مدعما السوداني وبلالا الحبشي وفيروز الخراساني وسلمان الفارسي وصهيبا الرومي وأثامة النجدي وعديا الطائي يجلسون جميعا جنبا إلى جنب.
وكذلك نرى ملك الجندل وحاكم عمان وذا الكلاع الحميري المدعي للألوهية وكاهن اليمن ضمادا يجلسون كلهم فرحين في آخر صف بمجلسه (ص).
٨ - وهو الذي منح اليهود المخذولين المغضوب عليهم منزلة أمة مستقلة وأكرمهم بحقوق مساوية في العهود، بعد أن أهانهم وأذلهم النصارى والوثنيون.
٩ - وهو الذي حافظ على الشعوب النصرانية جميعا، حينما كان يلعن المجمع الديني الثاني الجميع الأول، والمجمع الثالث المجمع الثاني زمان تطبيق أمورهم الدينية. وكذلك حافظ على أموال النصارى وأرواحهم، حينما سفكوا الدماء في القدس وروما ومصر حول مناقشة موضع ((جسم المسيح في روح واحدة أو روحين)).
١٠ - وهو الذي أرشد تعليمه ((لوثر)) حتى أن معارضيه يتهمونه بالدخول في الإسلام سرا، ومع ذلك لا يتردد في الاستفادة من تعليم النبي (ص)، إلى أن يسوق أوربا من الاعتقاد بالألوهية إلى الاعتقاد بالبشرية ويبعد عن الكنائس عبادة المظاهر.