للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع سورة باسمه وقد ذكر النبي (ص) أمام عداس النينوى أنه: ((يونس بن متى أخي)) وقد سماه الله تعالى في سورة ن صاحب الحوت، وقصته مشهورة جدا (١).

لوط عليه السلام: هو ابن أخي إبراهيم، هاجر معه إلى مصر وعاد إلى الشام ثم فارقه ونزل إلى سدوم في دائرة الأردن، وكانت منطقة دعوته. واشتد قومه بالفاحشة والعصيان، ولما حاولوا إهانته قلب الله عليهم قراهم وبيوتهم وأمطر عليهم حجارة من السماء (٢).

والآن تدبروا الآية القرآنية السابقة.

لقد حصل للنبي شرف خاص على أساس أصول النسب، فتنقطع الأنساب كلها يوم القيامة ويبقى نسبه (ص).

وتأملوا واضعين في أذهانكم أصول الحكمة، فقد أنقذ (ص) العرب من سيطرة الآخرين، وأوصلهم إلى الحكم.

وآية العنوان تأمر النبي (ص) باستجماع الصفات العالية لجميع الأنبياء عليهم السلام، وهكذا يحصل التطابق الأخلاقي فكأنه قيل: ينبغي أن يكون النبي (ص) في نسبه أساس العالم، وأن يغني الناس عن الانتساب إلى نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب. وليوحد (ص) بين قبائل العرب العديدة والشعوب المختلفة مثل داود، حتى يصيروا أمة واحدة بل شخصا واحدا، ويصدق عليهم قوله (ص): ((هم يد واحد على من سواهم)) (٣).

وليجعل (ص) البلاد خصبة عامرة بالسلام والصلح مثل سليمان عليه السلام، وليبن لعبادة الله تعالى معبدا أقدس من بيت المقدس وأبعد من أيدي الأعداء. وليقدم (ص) نموذج صبر أيوب، فقد قال الله تعالى له:

{واصبر وما صبرك إلا بالله} (النحل:١٢٧).


(١) قصص الأنبياء ص ٤١٩.
(٢) سفر التكوين ١١ , ١٩، تاريخ ابن خلدون ١/ ٥٣، أبو الفداء ١/ ١٥، قصص الأنبياء ص ١٤٦.
(٣) أبو داود (٢٧٣٤).

<<  <   >  >>