للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليقدم (ص) نموذج عفو يوسف للأعداء والأشقياء، حتى يذهب حقدهم وغلهم وتمتلئ قلوبهم بحب النبي (ص) ورغبة في اتباعه.

وكان من وظيفة النبي (ص) أن يصلح مثل موسى نظراء فرعون المتمردين بالبراهين الصادقة والآيات الباهرة، ويفتح باب النجاة للسحرة، ويتم النعمة بشريعة منيرة بدلا من الطبيعة النارية.

ومن شأنه (ص) أنه رفع المنبر بخطبه والمحراب بإمامته مثل هارون، وأحيى الميتين وعرف جذع النخلة الجاف ألم الحب.

وهو الذي أخبر العالم عن قوة الدعاء مثل زكريا، وبين لأمته آداب الدعاء وأوقاته وألفاظه ومراتبه.

وهو الذي جعل التمر والماء النقي غذاء له ولأهل بيته، كما كان يحيى يتقوت بالعسل البري والجراد، فلم تكن النار توقد في بيته (ص) شهورا.

كان إلياس يشتهر بسقي العطشانين والمسافرين في الصحراء، ونبينا (ص) فجر ينابيع المعرفة في الأرض الصلبة، وقدم الكوثر إلى جميع العطاشى.

وأتم إسماعيل عمارة بيت الله، والنبي (ص) جعلها قبلة فصارت مركز الجن والإنس للعبادة والإنابة إلى الله.

ومكث يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام، والنبي (ص) استقر في الغار ثلاثة أيام ولياليها.

وكان الاستغفار يرطب لسان يونس، ولسان النبي (ص) كان ينثر الدر بمعرفة معية الله.

وكانت مواعظ لوط تحرم الخبائث، والنبي (ص) بذل أقصى جهده بهذا الصدد حتى حرم مقدمات الزنا وجميع الوسائل الأخرى التي تؤدي إلى الفجور، وهكذا قدم للأمة نموذجا رائعا للتقوى، بحيث يستطيع كل عبد من عباد الرحمن أن يكون إمام المتقين بعزيمته الصادقة وجهوده المتواصلة.

وحينما يرى القراء أن آية العنوان جعلت النبي (ص) جامعا لجميع هذه الصفات العالية يدركون جيدا أن هذه المنزلة الجامعة أيضا من خصائص النبي .... ، وصلى الله تعالى على حبيبه الكريم.

<<  <   >  >>