للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمراد بالطهور الوضوء، وهو غسل أطرافا البدن بالماء وفق توجيه الشرع، والوضوء شرط للصلاة، إلا أن ترك الصلاة لا يجوز في أي ظرف من الظروف. وقد يفهم أن فوت الشرط يفوت المشروط، فحيث لا يوجد ماء للوضوء لا تجب الصلاة، ولكن هل تسقط الصلاة عن الذين يسمعون من كل ورقة شجر صوت التوحيد، ويرون في جميع أوراق الأشجار كتاب المعرفة الإلهية؟

من هنا وجب أن يختار الإنسان وسيلة أخرى للحصول على الطهارة، إن الإنسان خلق من تراب، وهو صائر إلى التراب، والتراب هو مهد المخلوقات، وبه يحصل الكون على قوته، ولذا جعل التراب نفسه طهورا.

أما الهنادكة فيلزم للعبادة عندهم ما يسمى ب ((هون)) وهو عبارة عن مجموعة تتكون من ٣٦ عنصرا منها السمن، فيلقى منه في النار بقدر ١٦ ملعقة، بحيث تكون كمية كل ملعقة خمس غرامات (١)، ولما كانت الهندوكية تشترط للعبادة وجود ((الهون)) الذي يتكون من ستة وثلاثين عنصرا، حرم الهنادك العبادة بهذه الطريقة. أما التراب فيوجد في كل مكان، يوجد حيث لا يوجد الماء، ومسح الوجه باليد المتربة في التيمم يظهر ذلك العجز الذي ألجأ المؤمن إلى الطهور بالتراب، والحاصل أن من خصائص النبي (ص) أنه جعل تراب وجه الأرض طهورا لنا، وأنقذنا من هجران الحضرة الإلهية بالاضطرار. الثالث: حل الغنائم:

كانت المغانم الحاصلة في انتصارات موسى ويوشع بن نون تحرق، حتى إنه ورد في التوراة ذكر إحراق البهائم والقرى.

وغزوة بدر هي أول غزوة من غزوات النبي حصلت فيها الغنائم وقد جمعت ثم وزعت، ولكن كان هناك في الجيش الإسلامي من يتحرج من أخذ مال الغنيمة قياسا على شريعة موسى، ولطمأنتهم أنزل الله تعالى قوله: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم (*) فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} (٢)


(١) ستيارته بركاش ص ٥٧ باب ٣.
(٢) سورة الأنفال: ٦٨، ٦٩.

<<  <   >  >>