للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشفيع رحيما بالعبد، ونظم هذا المعنى شاعر بنجابي فقال ما معناه: [لو سخط الله فهناك ملاذ، لكن لو سخط المرشد فلا ملاذ].

وقد قال الله تعالى فيهم:

{ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} (١). وقال فيهم في موضع آخر:

{والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} (٢).

كان النصارى يرون عيسى شفيعا لهم، ثم وصفوه بأنه إله (مثل الله) ويتضرعون إليه في الدعاء والمناجاة، ويسألونه حاجاتهم، ويقولون إنه جلس في يمين الله على عرشه، فمن يدعوه ويسأله فإنه يعصمه ويقضي حاجته عند الله ويحصل منه على مغفرته.

والقرآن الكريم أبطل أولا عقيدة الكفار والنصارى هذه، ورد القرآن بأساليب مختلفة، ثم أثبت الشفاعة الكبرى وحصرها في أصلين: ألف: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} (٣).

{يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن} (٤).

والأصل الأول يفيد أن حصول الإذن الإلهي قبل الشفاعة واجب.

ب - {وقال صوابا} (٥).

هذا هو الأصل الثاني، ومعناه أن يكون الشفيع صادقا مستقيما يقول الصواب.

وآية ((من أذن له)) تدل على أن الشفيع يكون واحدا. ونحن نؤمن بناء على أخبار القرآن والسنة أن ذلك الشفيع هو سيدنا محمد رسول


(١) سورة يونس: ١٨.
(٢) سورة الزمر: ٣.
(٣) سورة البقرة: ٢٥٥.
(٤) سورة النبأ: ٣٨.
(٥) وأيضا.

<<  <   >  >>