ورزانته وتحمله واستعداده للرؤية.
وذكر القرآن الكريم في حال موسى:
{فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا} (الأعراف: ١٤٣).
والنبي (ص) رأى تلك الأنوار رؤية تامة دون أن يزيغ بصره ويطغى؛ إن القوة الربانية متجلية في أعظم تجليها والبصر المحمدي رهن المشاهدة بكامل قوته.
ج - {ما كذب الفؤاد ما رأى} (النجم: ١١).
في معظم الأوقات نرى أن العين السليمة المبصرة ترى شيئا، والفؤاد يكذب ما رأته، ومثال ذلك أننا نرى كل صباح أن الشمس تطلع مثل صحن مذهب من المشرق، ويبدو حجمه أصغر بملايين المرات من حجم الكرة الأرضية. ولكن الفؤاد يقول: هذا الزعم خداع البصر، فالشمس أكبر من الأرض بملايين المرات، وليس في ذلك شك.
ونرى الأشياء الساقطة على الأرض فتبدو بارزة، ولكن الحقيقة أن ذلك من خداع البصر.
ونرى ضوء الشمس فنحسبه أبيض نقيا، ولكن الفؤاد يخبر بأنه مجموعة مكونة من سبعة ألوان.
وما دام هذا الاختلاف موجودا بين العين والقلب، فمن الخطأ أن نظن أن العين تبصر الحقيقة الأصلية.
ولكن لو اجتمع يقين البصر والفؤاد وثقتهما على أصل الحقائق وحقيقة الانكشافات فلاشك أن هذا المشهد يزيد البصر والبصيرة والله تعالى يريد أن يعرف الناس معرفة حقة أن رؤية النبي (ص) بعيدة عن جميع الظنون والشكوك، ومتملكة لجميع الحقائق والصدق.
د - {فأوحى إلى عبده ما أوحى} (النجم: ١٠).
إن الآية السابقة ذكرت كيفية البصر والفؤاد، وهذه الآية تذكر حقائق السمع والقلب. إن قوله: ما أوحى ليس للإجمال بل للتفخيم، ويراد به تفخيم الوحي، ومن يوحى إليه أيضا، وتكمن عظمته الأصلية في كلمة ((عبد)) وكذا تبرز وتتجلى.
ولاشك أن حادث المعراج واحد من منازل النبي (ص) العليا، وقد استعمل الله