ومن الحلم بالكسر يدل على أنه متحمل المصائب، يقذفه الأعداء بالحجارة فينثر لهم الدر، ويشتمونه فيرد عليهم بالدعاء.
واسم النبي (ص) هذا كان معروفا لدى الناس قبل النبوة، يقول أبو طالب:
حليم رشيد عادل غير طائش ... يوالي إلها ليس عنه بغافل
١٦ - إنه خازن، فقد ورد في رواية أحمد: أنا الخازن أضع حيث أمرت (١).
نعم، إنه صاحب خزينة الرب وكنز الرحمن؛ فالعطايا الإلهية تقسم من بيته، ويده المباركة تنثر الدرر.
١٧ - إنه خليل الرحمن، ونشير هنا إلى أن مراتب الحب عند العرب عشر:
(١) العلاقة وهي تعلق القلب الخفيف.
(٢) الإرادة، أي الميل الذي ينشأ بعد العلاقة.
(٣) الصبابة، وصب يصب يعني جريان الماء، وهنا يراد به فرط الشوق.
(٤) الغرام، أي الدين أو الغرامة، وهو هنا الحب اللازم الذي يلصق مثل الدين فلا ينفك.
(٥) الوداد، وهو الإخلاص في الحب ولب الحب، وقد وصف الله تعالى ذاته بالودود.
(٦) الشغف، والشغاف غلاف القلب، والشغف هو الحب الذي يصل إلى قعر القلب.
(٧) العشق، وهو مشتق من العشقة وهي نبات أصغر يلتصق بالشجرة فيجففه، وتأثير العشق يكون هكذا للعاشق، وكان ابن عباس يستفيد بهذه الحالة.
(٨) اليتم وهو الانكسار، والعجز التام، وسمى اليتيم يتيما، لتواضعه وعجزه.
(٩) التعبد، وذلك حينما يتخلى المحب من دعوى تمليك النفس والمال والعرض ويصير عبدا للغير بقلبه وروحه.
(١٠) الخلة، وذلك حينما يخلو القلب من الوسوسة، والعقل من تعقل الغير، والنية والعزيمة من تعبد الغير، والتشوق إليه؛ وقد أكمل هذه المرتبة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد (ص).
(١) مسند أحمد ٣٢٤/ ٢.