للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعروف عند العامة أن منزلة الخلة لإبراهيم، وهو خليل الرحمن، ومنزلة الحب لسيدنا محمد (ص)، وهو حبيب الله، ولكن ورد في الأحاديث الصحيحة اتصاف النبي (ص) أيضا بالخلة: إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا.

((ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الرحمن)) (١).

١٨ - إنه خطيب الأنبياء فقد ورد في حديث الشفاعة:

((كنت إمام النبيين وخطيبهم)) (٢).

الف - الخطيب من خطب بمعنى فصاحة اللسان، فالخطيب هو الفصيح والبليغ.

وقد ورد في القرآن أن موسى ذكر صفة فصاحة أخيه هارون فقال {هو أفصح مني} (القصص: ٣٤).

وفي الحديث المذكور أن هذا الشرف مختص بالنبي (ص) بين الأنبياء. وفي حديث صحيح مسلم: ((أوتيت جوامع الكلم)) (٣).

ومن كمال الفصاحة إبداع المعاني العالية العميقة، الدقيقة الألفاظ، البسيطة والتراكيب الجيدة والعبارات الوجيزة. من هنا كان النبي (ص) خطيب الأنبياء.

ب - والخطيب من الخطابة، والمراد بها من يبين الأوامر والنواهي والمواعظ والأمثال.

ج - والخطيب هو أيضا الشيء الذي يتضمن ألوانا متنوعة، فالخطيب هو الماهر في أنواع الكلام وأساليب الخطاب.

١٩ - إنه خافض، وهذا المعنى يستنبط من آية القرآن التالية:

{واخفض جناحك للمؤمنين} (الحجر: ٨٨).

انظروا إلى الطيور كيف تحافظ على بيضها وتربي أفراخها ببالغ العطف والشفقة والذكاء والحذر بعد وضعها تحت جناحيهما. وعطف النبي (ص) على أهل الإيمان ورحمته بهم أقوى وأكبر من هذا المثال.


(١) البخاري ٣٦٥٦، ومسلم ٤/ ١٨٥٤ - الفضائل.
(٢) الترمذي ٣٦١٣.
(٣) مسلم ٣٧١/ ١ - الصلاة.

<<  <   >  >>