للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٠ - إنه خيرة الله، والخيرة بكسر الخاء وفتحها بمعنى الخير، فالنبي (ص) خير الناس، وخير البرية، أي أفضلهم وأكثرهم في أفعال الخير.

٢١ - إنه داع إلى الله، وحق الدعوة لا يحصل إلا بعد الإذن من المدعو إليه.

ومثال ذلك الخادم يدعو شخصا من تلقاء نفسه لتناول الطعام فإذا وصل إلى منزل المضيف تبين له وللمضيف أن ما حدث تصرف شخصي من الخادم تصوروا كيف تحل الندامة في هذا الموقف بالضيف والمضيف، وكيف يتألمان من هذا الصنيع؟

ولكن الله تعالى إذ سمى نبيه داعيا إلى الله زاد في هذا الاسم قوله ((بإذنه)) وأوضح للعالمين أن محمدا (ص) أعطي سلطة كاملة للقيام بالدعوة وله الحق في أن يستضيف عباد الله في بيته ويدعوهم إلى التقرب والرضوان؛ فهذا الاسم من الأسماء الخاصة للنبي (ص).

٢٢ - إنه رحمة، وقد أطلق عليه (ص) في القرآن ((رحمة للعالمين)) (الأنبياء: ١٠٧). ووصف الله تعالى نفسه ب {رب العالمين} الفاتحة. وقيل للقرآن {ذكر للعالمين} (يوسف: ١٠٤). والكعبة {مباركا وهدى للعالمين} (آل عمران: ٩٦) وجعل سفينة نوح ومريم وعيسى آية للعالمين. ولكن لم يطلق ((رحمة للعالمين)) إلا على النبي (ص). وانظروا إلى قوله تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} (الأعراف: ١٥٦) .. ثم تفكروا في السعة التي تضمنها قوله ((رحمة للعالمين)) وفي البركة والفيض. رحمته (ص) انتفع بها أهل الإيمان فصاروا في الدنيا حاكمين واستحقوا في الآخرة المغفرة والرضوان، وانتفع بها أيضا المنكرون والخاسرون فأمنوا بدعائه (ص) عذاب الدنيا والغرق والحرق والهلاك والدمار.

وكذلك نفعت هذه الرحمة الأطفال والأيتام والأرامل والمسافرين والأسرى والعبيد والإماء والرعية وطبقة الحكام والأمراء، فقد سن لهم (ص) قوانين محكمة وتشريعات نافعة ودستورا واضحا كما وضع أصول المدنية والسياسة، ثم عمل بها في حياته الطيبة وألزم الأمة بها.

وقد عمت رحمته (ص) الطيور والوحوش والمراكب والمواشي التي سن لها قواعد الذبح والصيد والتربية.

ووصلت رحمته (ص) إلى الشوارع والطرق والمشارب والموارد، فقد أصدر (ص) توجيهات لتأمينها وتطهيرها من الأنجاس والأرجاس والقاذورات. وهكذا لم يحرم

<<  <   >  >>