للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحمته () عدو استحق القتل والذبح.

ومن هنا يثبت كون النبي (ص) رحمة للعالمين دون شك.

٢٣ - إنه روح الحق، وقد استعمل هذا اللقب أولا المسيح في آخر خطابه الذي ألقاه إلى خلفائه قبل تركه الدذيا (١).

ولنتذكر أن اسم روح القدس استعمل عامة في الأناجيل الأربعة، والمراد به الشخصية الملكية التي يسميها المسلمون جبريل، وهو الذي يطلق عليه النصارى أقنوما من الأقانيم الثلاثة وركنا من أركان التثليث، مع أنهم لا يعرفون شيئا عن وجوده.

نعم هذا هو الموضع الوحيد الذي استعمل فيه لقب روح الحق، وبذلك أعلم عن وظيفته ومنزلته وأماراته. إنه روح الحق من خصائصه تعليم الصدق كله. إنه روح الحق، يرفع الطلاب من الحضيض إلى أعلى مكان في الحياة. إنه روح الحق على لسانه الكلام الذي يمنح الحياة، إنه روح الحق، ومن واجباته إحياء القلوب الميتة حياة روحية، وتعليمه يطهر الظاهر والباطن، ويجلي الفكر وينور القلب.

٢٤ - إنه سيد، خلق للسيادة، وهو غني عن الوصف بهذا اللقب. إنه سيد ويرضى بأن يوصف بعبد سيده (الله تعالى). إنه سيد، وأسباطه وصفوا بالسيادة: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)) (٢).

إنه سيد، ووزراؤه أيضا مشرفون بهذا اللقب:

عن أنس قال قال رسول الله (ص) لأبي بكر وعمر:

((هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين)) (٣).

إنه سيد، وتلاميذه وأصحابه أيضا عرفوا بهذا الاسم، فقد قال (ص) حينما رأى راحلة سعد بن معاذ: ((قوموا إلى سيدكم)) (٤).

إنه سيد ولد آدم (٥)، والواضح أن كل مبشر من الأولين والآخرين من ولد آدم، وآدم


(١) إنجيل يوحنا ١٦/ ١٣.
(٢) الترمذي ٣٧٦٨.
(٣) الترمذي ٣٦٦٤.
(٤) البخاري ٦٢٦٢.
(٥) سنن أبي داود ٤٢٦/ ١٢ - عون المعبود.

<<  <   >  >>