للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضا يدخل تحت هذا العموم، فقد ورد في حديث صحيح: ((آدم ودونه تحت لوائي)) (١). والحديثان يزيداننا بصيرة في هذا الباب.

٢٥ - إنه شارع، وبيان الشريعة ليس سهلا، كان موسى صاحب شريعة، ولم يكن بعده في بني إسرائيل أحد صاحب شريعة إلى ألفي سنة.

فقال المسيح: لا تظنوا أني جئت لنسخ التوراة، بل جئت لإحكامها (٢).

ولدى الهنادكة كان متو الكبير صاحب كتاب سمرتي في القانون.

وإني أرجو جميع المجالس التشريعية والحكومات الواضعة للأصول والمبادئ في العالم أن ينظروا في هذه الشرائع الثلاث ثم يقدموا تقاريرهم ويبينوا أيا منها أكمل وأشمل للفروع والأصول وحاجيات الإنسان وأصلح وأقوى للمساهمة في الحضارة؟

وحينما يتم فحص شرائع العالم الموجودة في ضوء هذه المبادئ يتضح نفوق شريعة محمد فداه أبي وأمي (ص) على جميع الشرائع دون شك.

٢٦ - إنه شافع، ولكن بعض الناس أساء فهم معنى الشفاعة، فقال: الشفيع هو الذي يغفر الذنوب بقدرته واختياره وأصحاب هذه العقيدة النصارى الذين يرون أن الشفيع بمعنى الغفور.

ولكن لفظ الشفيع لا يتحمل هذا المعنى. وقال البعض: هذا تحميل معنى الشفاعة لأكثر مما يستحق، ولذا أنكروها.

أما الإسلام فقد بنى الشفاعة على أصلين:

١ - من أذن له الرحمن.

٢ - وقال صوابا. (النبأ: ٣٨).

وهذان الأصلان يميزان الشفاعة الإسلامية ويصونانهما من إفراط وتفريط الفريقين ويعدلانهما تعديلا. نعم إنه (ص) صاحب المقام المحمود والتميز بخصائص الشفاعة الكبرى.

٢٧ - إنه شاهد، والشاهد الخير الصادق هو الذي تخرج شهادته الوقائع الصحيحة


(١) الترمذي ٣٦١٥.
(٢) إنجيل متى ٥/ ١٧.

<<  <   >  >>