للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الإسلام ثلاث عشرة سنة، وأذاقوا من دخلوا في الإسلام صنوفا من الظلم والعذاب.

٤ - وهو الذي عفا عن رئيس المنافقين أبي بن سلول وجماعته في يثرب مرات عديدة وصفح عن مواقفهم المخزية.

٥ - وهو الذي أطلق سراح ستة آلاف شخص من أسرى حنين بمجرد طلب شفوي، يقول حسان:

عفو عن الزلات يقبل عذرهم ... فإن أحسنوا فالله بالخير أجور وتاريخ العالم عاجز عن تقديم مثل هذه النظائر للعفو والصفح.

٣٧ - إنه فاتح، وإن كان معنى الفتح فتح البلاد والسيطرة على الممالك فلاشك أن سيرة النبي (ص) لا تحتوي على نماذج كثيرة لذلك، وغزوات النبي (ص) الشهيرة التي وقع فيها القتال أيضا هي: بدر وأحد والأحزاب وخيبر وحنين. وفي غزوة خيبر فقط من بين هذه الغزوات تم الاستيلاء على الأراضي التي بقيت تحت سيطرة الأعداء المنهزمين بينما انتقلت ملكيتها إلى المسلمين. أما بقية الغزوات الأربع فقد كانت غزوة أحد والأحزاب في أرض المسلمين، وفي بدر وحنين لم تتم السيطرة على أي منطقة.

ومن هنا وجب البحث في اسم الفاتح؛ في القرآن الكريم وفي سورة الفتح أخبر النبي (ص) بالفتح المبين والنصر العزيز وهذا الفتح كان عبارة عن تأمين أمر واحد هو عدم تدخل قريش في الدعوة إلى الإسلام فيما بعد.

نعم، إنه فاتح لأنه شرح بتعاليمه صدور الجاهلين وأوضح الأسرار الروحية وأزال الموانع التي اعترضت سبيل متبعي الصراط المستقيم، وأعطاهم حريتهم ومتعهم بحريتهم الدينية. كان ملوك عمان وأكيدر والحبشة واليمن والشام يحكمون ويسوسون الناس في بلادهم، ولكن النبي (ص) ملك قلوبهم، وسيطر على أفكارهم فكانوا يفتخرون بافتدائه دون أن يلقبوا بالملوك والحكام.

إنه فاتح القلوب والمسيطر عليها وهو روح سارية وقوة قاهرة.

٣٨ - إنه قاسم، فقد ورد في حديث البخاري: ((أنا قاسم والله المعطي)) (١).


(١) البخاري ٣١١٦.

<<  <   >  >>