١ - تبدأ المحبة بالعلاقة، أي علاقة القلب التي تنشأ بشكل ما.
٢ - والإرادة تقوي هذه العلاقة.
٣ - ثم ينشأ الميل، فينجذب المحب إلى الحبيب، كما ينجذب الماء من تلقاء نفسه إلى المكان المنحدر.
٤ - ثم تنشأ الحرقة فيظل القلب محترقا دائما.
٥ - ثم يتدرج الحب فيعرف القلب صفة الوداد.
٦ - ثم يترقى فيسيطر على شغاف القلب ويصل أثر المحبة إلى أعماق القلب. فتهون المصائب وتخف الموانع فتقضى الأيام والليالي في اتخاذ وسائل القرب وإصلاح سبل الوصل، وتنقطع الأفكار إلا فكر المحبوب، ويسود تصوره الجسم فيحكم حبه القلب.
٧ - ثم تأتي حالة العشق، وهذا اللفظ مشتق من العشقة وهو نبات متسلق أصفر يلتوي على الشجر فيصيبه بالاصفرار والهزال وهكذا تصير حالة من أصيب بهذا المرض.
٨ - ثم تأتي منزلة التيم بمعنى التعبد والتذلل، وفي هذه الحالة يصير الإنسان عبدا لآرائه وأفكاره، ولا يمكنه التخلص منها.
٩ - وأعلى المنازل العبودية، وهنا يتخلى المحب عن كل ادعاء، ولا يبقى شيء في العالم ملكا له، لا جسمه ولا قلبه ولا روحه ولا أمنيته ولا مراده، وهو نفسه يترك هذه الأشياء كلها، ويكتفي بكون الله معبودا بكل سرور ثم يقتنع بذلك بل يشكر الله على أنه استحق الوصف بالعبودية.
١٠ - وأرفع مما سبق منزلة الخلة، وهنا يظهر الهدف الأسمى للمحب في كل شعرة من الجسم وفي كل نبضة من نبضاته وفي كل دقة من دقات قلبه، وتنعدم العواطف والأماني، ويكون رضا الحبيب الواحد غاية وقصدا للقلب والفكر والروح، بحيث لا يكون الهدف هو الحب بل المحبوب والمطلوب لا يكون إلا مطلوب المحبوب.
والفهم البشري لا يستطيع الوصول في الأغلب إلى هذه الكيفية، وقد وصل إلى هذه المنزلة سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا محمد (ص). وفي الصلاة في التحيات ورد هذان الاسمان كمعشبه ومشبه به، وأحدهما قدم على الآخر، والآخر يفضل بالإتمام: