كلما تدبرنا هذه الجملة القصيرة وتقسيم الدرجات انكشفت الحقائق، ففيها التوحيد وفيها رد الشرك وفيها بيان الدرجات العليا لعباد الله المصطفين.
٤٢ - التناسب في النظام:
{ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور}(الملك: ٣).
٤٣ - القرآن وبيت العنكبوت:
{إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون}(العنكبوت: ٤١).
إن الإتيان بالعلم في فاصلة الآية هو للإشارة إلى وجود خطاب لأهل العلم فيما يتعلق ببيت العنكبوت ذلك لأن بيت العنكبوت يتضمن عجائب تستحق اهتمام أهل العلم. يقول الأساتذة الألمان: إن كل خيط في بيت العنكبوت تتضمن أربعة خيوط وكل من هذه الأربعة يكون منسوجا (مفتولا) من ألف خيط فكأن كل خيط يتضمن أربعة آلاف خيط، فليتأمل العلماء كيف أن الله تعالى منح العنكبوت الباني لأوهن البيوت الفهم والفراسة والقدرة على النسج والخياطة!.
٤٤ - القرآن والنحل:{وأوحى ربك إلى النحل}(النحل: ٦٨).
إن خلية النحل تتضمن القاعدة المتينة للنظام القومي، والتقسيم المنفرد لأهل الصنعة للجيش وللشغالين، ومواضع الأسر المنفصلة بعضها عن بعض، وحكومة الملكة الولادة، والمجموعة القائمة على تربية الأولاد، وذخيرة العسل، وطرق الحفاظ عليها، وجميع عصارة الزهور لإفراز العسل، وكون بيوت الخلية متساوية في الحجم، والشكل، جميع هذه الأمور تبرهن على عظمة الوحي الرباني إذا توجه بالاهتمام إلى كل ذي روح.
والقرآن مثل الوحي إذا توجه إلى جسم وروح الإنسان العاقل الفاهم الناطق المدبر رفعه إلى منازل عالية.
٤٥ - القرآن وتمثيل النمل:
{قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}(النمل: ١٨).
فسبحان الله! إن النمل يملك المساكن التي إذا دخلها لم تضره جنود سليمان!