ويقال إن كتاب الزند كان قد احتوى على خمسة وعشرين بابا، ويوجد منها الآن الباب التاسع عشر فقط واسمه (فنديداد) وبعد كتاب الزند حل محله كتاب يازند، ولكنه فقد أيضا بعد فتح الاسكندر المقدوني لإيران. وبعد الاسكندر استمرت طوائف الملوك نحو ثلاثة قرون وساءت الحالة الدينية أيضا. ولما ولي اردشير بن بابك ملك إيران تم تأليف الدساتير مكان كتاب الزند وكتاب اليازند، وأنزل منزلة الكتاب السماوي، ولما أنشأ ماني دينه قضى على الدساتير وبعد ماني أسس مزدك دينه، فقضى على كتب المجوس الدينية قضاء تاما، ووقع ذلك كله قبل الإسلام.
ويقول المحققون عن الدساتير إنها مجموعة الأدعية فقط، التي تردد صباح مساء.
ويشتهر عن كتاب الأفستا (الأبستاق) أنه ألف بعد نزول القرآن، وأثبت في بدايته ترجمة ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وهذا المعنى أثبت باللغة الدرية (١) حتى يظل قائما.
وهذه الأحوال تدل على أن الأمة الإيرانية لم توجد لديها بعد غزو الاسكندر صحيفة تستحق وصفها بأنها سماوية.
٤ - من أقدم كتب الهند (القيد) وتدين له بالاحترام والتعظيم فرقتا الهنادك: آريا وسناتن دهرم. وبعد الاتفاق على احترامه تختلفان، فتقول فرقة آريا: إن القيد اسم لمنتربهاك (متن القيد) فقط، وتقول سناتن دهرم: إن برهمن بهاك أيضا القيد الأصلي، وهو ضعف (منتر بهاك) في الحجم. وقد أدى هذا الخلاف إلى أن الأمم المؤمنة بالقيد إما تخرج ثلثي القيد من الأصل، أو تدخلهما في القيد الأصلي. والصورتان تدلان على عدم حفظ كتاب القيد.
وفي العصر الحاضر يقول جميع الهنادكة أن القيد أربعة، ووردت في سمرتي منو الكبير أسماء ثلاثة من كتب القيد ولم يرد فيه اسم أثر قيد.
وهناك كتب قديمة أخرى بالسنسكريتية وردت فيها ثلاثة أسماء فقط، ولكن هناك بعض الكتب القديمة الأخرى التي أطلقت على نحو ٣٢ كتابا اسم القيد.
والهنادكة كلهم يعتقدون أن القيد ض عمل الله، ولكن مؤلف كتاب ((نيائروشن))
(١) أي اللغة الفارسية التي ظهرت بعد دخول الإسلام إلى إيران.