للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمير المؤمفين عثمان وحفظ رسم القرآن

وفي ختام هذا البرهان تنبغي الإشارة إلى أن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه قام أيضا بخدمة جليلة في حفظ قراءة وكتابة القرآن، فقد استكتب تحت إشراف كاتب الوحي زيد بن ثابت سبع نسخ من القرآن الكريم، وأرسلها إلى أمرائه السبعة وأثبت عليها توقيعه وأمهرها بختم الرسالة. وكان الهدف من ذلك أيضا حفظ القرآن الكريم، حتى لا ينشأ تغير في رسم الخط أيضا. ولا شك أن نسخة القرآن بقلم كاتب الوحي وتوقيع الخليفة الراشد وختم الرسالة ذات قيمة كبيرة للكتبة التاليين من أجل توخي الصحة والنقل والمقابلة.

النقل وطريق الإيجادة: تعتمد النقود اليوم على الإجادة، أن معيار الصحة لكتاب ما هو أن يكون نسخة طبق الأصل من النسخة التي نسخ منها، وهنا يبقى السؤال عن مدى ثبوت صحة النقود عنه، وللقضاء على الشك والاختلاف في النقل والصحة وضع الخليفة الراشد ((الأصل)) الذي يرجع إليه عند الحاجة.

وذلك من خصائص القرآن الكريم، وهي خاصية لم تكن من نصيب أي كتاب مقدس في العالم.

اعتراض: أراد معارضو الإسلام تشويه واقعة حفظ القرآن المشار إليه للحصول على غرضهم فقالوا: إن عثمان قد تصرف في القرآن. ولكنهم بقصور نظرهم لم يعلموا حالة البلدان الإسلامية في ذلك العهد ولا انتشار القرآن الكريم فيه. وكذلك جهلوا العلاقة بين عثمان وتلك البلاد، ولو اطلعوا على ذلك لما تفوهوا باعتراضهم.

الصلاة والقراءة: من المعلوم أن الصلوات الخمس فرض في الإسلام، وفي ثلاث منها يجهر بقراءة القرآن، وبما أن المصلي مخير في أن يقرأ مما يشاء وما شاء، فإن ملايين المصلين في مئات المناطق والأمكنة يقرأون عديدا من آيات وسور القرآن كل يوم، الإمام يقرأ ومئات من المأمومين يسمعون، ومنهم كثيرون يحفظون ما يقرأه الإمام، وهذه الطريقة مستمرة منذ عهد النبي (ص) حتى الآن ومعمول بها في كل مدينة وقرية ونجع.

انتشار نسخ القرآن: كان عدد قراء القرآن قد بلغ قبل خلافة عثمان الملايين، وكانت توجد ألوف النسخ في القرى والأمصار، فلم يكن في مستطاع عثمان أن يزيد حرفا أو ينقصها باستيلائه على ألسنة الناس وعقولهم وما لديهم من نسخ.

<<  <   >  >>