واعتنقها بنو غسان، ثم انتشرت تدريجيا في العراق والجزيرة العربية والبحرين وصحراء فاران ودومة الجندل. يقول الأستاذ سيديو: إن جهودا كبيرة بذلت لنشر النصرانية في الفترة ما بين ٣٩٥ م إلى ٥١٣ م ولكن الإسلام سيطر على هذه المناطق جميعا في عدة سنوات فدخلت هذه البلاد في الدين الحق.
الجزيرة العربية واليهودية: قدم اليهود إلى جزيرة العرب حينما طردهم اليونان والسريان من بلادهم، فانتشرت ديانتهم في الحجاز ونواحي خيبر والمدينة وقويت. وبمجئ الإسلام انتهت أيضا سيطرة اليهودية التي دامت نحو أربعة قرون.
شرق الجزيرة العربية والمجوسية: كان الجزء الشرقي من الجزيرة العربية تحت سيطرة فارس، فكان حاكمها يعين من قبل ملك إيران وبموافقته، وقد انتشرت في هذا الجزء من الجزيرة العربية عبادة النار وتقاليدها على مستوى كبير. وقد نعتت كتب التاريخ العرب الذين تزوجوا البنت والأخت بأتباع المجوسية، ولم تصمد المجوسية أيضا مقابل تعليم الإسلام الطاهرة الزكية.
وسط جزيرة العرب والوثنية: كان عمرو بن لحي قد أتى من الشام إلى الحجاز بصنم، فانتشرت الوثنية بين القبائل المشهورة وسط الجزيرة العربية قبل الإسلام بثلاثة قرون.
أديان أخرى: وكانت هناك أديان أخرى في الجزيرة العربية مثل الصابئية والدهرية والمادية وإنكار القيامة وعبودية النفس وغير ذلك. وبلغ عدد أتباعها المئات أو الألوف.
إلا أن الإسلام أنقذ هؤلاء جميعا من عبودية الباطل، وهكذا تحقق معنى قوله تعالى {ليظهره على الدين كله} في حياة نبي الإسلام (ص). التنبؤ الثاني: عن إتمامه وإكماله.
قال تعالى:{والله متم نوره ولو كره الكافرون}(الصف: ٨).
موسى لم يدخل في أرض الميعاد: تأملوا سيرة موسى، لقد ظهرت على يديه آيات باهرة ليس لها نظير، فقد أهلك الله فرعون مصر، وجعل لبني إسرائيل طريقا في البحر يبسا. وأنزل عليهم المن والسلوى، وهداهم في النهار بزوبعة التراب، وأنار لهم بها خيامهم في الليل، كل ذلك تحقق ولكن لم يتحقق الهدف الأصلي في حياة موسى، ألا وهو إدخال بني إسرائيل في أرض الميعاد.