داود لم يمكن من بناء بيت الله: انظروا في سيرة داود، إنه أعطى الحكم على أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر، وقتل جالوت، وهزم صموئيل، وبنى السور والحصون، ولكن لم يؤذن له ببناء بيت الله.
جهد المسيح وانتقاص تعليمه: ادرسوا حياة المسيح، لقد استمر في الدعوة ليلا ونهارا، حتى لم تتيسر له الإقامة في مكان واحد ليلتين طوال أيام الدعوة التي استمرت ثلاث سنوات، ومع ذلك أعلن في كتاب يوحنا (١) أنه لم يتم تعليمه ولم يعلم الصدق كله.
وفي مثل هذه الحالة يعلن القرآن أن الإسلام سيبلغ مدارج التمام والكمال ويصل نور الإسلام إلى هدفه.
وقد نزلت الآية المذكورة حينما كان المهاجرون والأنصار خائفين وهم يتأولون طعامهم ويؤدون صلاتهم وكانوا مهددين من قبل أعدائهم في اليقظة والمنام، ولكن جاء وقت تحقق فيه الوعد، وطلعت شمس ذلك اليوم السعيد الذي أعلن فيه نبي الله (ص) في ساحة عرفة من على جبل الرحمة - وهو على ناقته القصواء كأنه واضع رجله على رأس أقصى علو العالم المادي - البشري الربانية فتلا قوله تعالى:
التنبؤ الثالث: عن ازدياد قوة الإسلام وانتشاره. قال تعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء (*) تؤتي أكلها كل حين بإذن
ربها} (إبراهيم ٢٥، ٢٤).
قوله تعالى ((ثابت)) اسم الفاعل الذي يدل على الاستمرار، و ((السماء)) من السمو بمعنى الرفعة والشوكة والعزة والكمال.
والشجرة التي امتدت جذورها في الأرض تكون أقوى وتحصل على غذاء أكثر.