والشجرة التي تستمر في النمو وتبقى طراوتها تمتد فروعها وتتأرجح في الفضاء وترتفع إلى السماء وتتغذى ببركات السماء من الندى والمطر وتنال من بركات الأرض من ماء الأنهار والعيون يكون جذعها واحدا في تجمعها ولكن تعدد فروعها، وهذا هو التشبيه البليغ لكلمة الإسلام الطيبة، لقد قامت ودامت حيث بذرت بنورها، وامتدت فروعها إلى الصين وبلاد أفريقيا وانجلترا وأمريكا.
يحكى عن الأمة الهندوكية أنها جاءت من وسط آسيا، ويقال إنها انحدرت من التبت، فاذهبوا إلى التبت وتركستان وما وراء النهر واسألوا الناس هناك، وانظروا هل تجدون أحدا يصدق هذه الدعوى؟ كلا، وهذا يعني أن جذورها لم تثبت، وهكذا حال أكثر أمم العالم.
كانت أرض فلسطين قد أعطيت لبني إسرائيل على أنهم لو بقوا على اتباع الشريعة لسلمت لهم مملكتهم وحكومتهم إلى الأبد، ولكن هل ثبتت جذورهم في أرض الميعاد تلك؟
في الحرب العالمية الأولى (١٩١٤ - ١٩١٨ م) قدم اليهود قروضا سخية إلى الدول الكبرى حتى تجعل أرض الميعاد وطنا قوميا، ولكن سكان تلك الأرض لم يسمحوا باستقرارهم فيها.
ولو أثمرت جهود انجلترا وتحققت مملكتهم لما كانت المملكة التي تم وعدها مع إبراهيم وموسى وداود عليهم السلام، بل كانت طاعة عبودية كتلك التي سمحت لليهود بالإقامة في تلك الأرض من قبل بخت نصر وكشتاسب، حينما كانوا في عهد المسيح تحت تبعية الروم.
إن الوطن القومي للأمة المجوسية هو إيران، ولكن لا نجد الآن من يسأل عنهم هناك، فهل يصدق على مثل هذه الأمم قوله تعالى ((أصلها ثابت))؟ وهل تدعى الأمة اليهودية والهندوكية والمجوسية وغيرها في جمودها الحالي وانحصارها داخل بلادها أنها مصداق قوله تعالى ((فرعها في السماء))؟
أما الإسلام فليست شجرته مدينة لبيت أحد أو فنائه أوحديقته، بل الخلاء الواسع تحت السماء مكانها وهي تمتد وتنتشر فيه.
أعيدوا النظر إلى الآية، إنها تبين خمسة محاسن للإسلام: