للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((أتخذتم أنماطا؟)) قلت: وأنى لنا الأنماط؟ فقال: ((أما إنها ستكون لكم أنماطا) (١).

ثلاثة تنبؤات عن المهاجرين:

١ - قال الله تعالى: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة}

(النساء: ١٠٠).

٢ - وقال تعالى: {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيأتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب} (آل عمران: ١٩٥).

٣ - وقال تعالى: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون (*) يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم (*) خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم} (التوبة: ٢٠ - ٢٢).

هذه الآيات الثلاث عن المهاجرين الطيبين خاصة، والوعد في الآية الأولى خاص بالدنيا، بينما هو في الآية الثانية والثالثة عن الدنيا والآخرة كليهما.

كان المهاجرون قد تركوا الأهل والوطن والمال وهاجروا مع رسول الله (ص) إلى المدينة، فملكهم الله تعالى حسب الآية الأولى صناعات كبيرة، وتجارات واسعة. أما وعد الجنات والنعيم المقيم فقد تحقق جزء منه في الدنيا، تأملوا إن الذين فتحوا العراق والشام وإيران ومصر وخراسان والسودان كانوا من المهاجرين، ومن القادة الكبار خالد بن الوليد سيف الله، وأبو عبيدة بن الجراح أمين الأمة وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي سرح، وهم الذين نشروا نور الإسلام في البلاد المذكورة، وعمموا نعيمها المقيم لأهل الإيمان. تنبؤ عن غنى المسلمين:

قال الله تعالى: {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله} (التوبة: ٢٨).

إن كلمة ((سوف)) تدخل على المضارع فتجعله بمعنى الاستقبال البعيد، فقد تحقق هذا التنبؤ بعد انقراض عصر النبوة، فقد كثرت ثروة الصحابة بحيث لم يستطيعوا تقديرها.

فلما توفي عبد الرحمن بن عوف القرشي ترك ألف إبل وثلاثة آلاف من الغنم ومائة


(١) أبو داود في اللباس ١١/ ٢٠٣ - عون العبود.

<<  <   >  >>