للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انظروا إلى هذا التقسيم الإجمالي الخاص بعلم الفرائض، ثم تفكروا في موقف الإسلام من المال، وفي الأحكام المفصلة التي شرعها الله تعالى في الإرث، فإن لم يكن بذل الجهد لكسب المال وترك المال للورثة خيرا، فكيف شرعت هذه الأحكام من الله تعالى؟

وبعد تقسيم السهام المذكورة أوجب القرآن الوصية أي إذا كان في المال وفرة، يقول تعالى:

{كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين} (البقرة: ١٨٠).

وهناك أمر آخر يخص حفظ المال، يقول تعالى:

{ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما} (النساء: ٥).

وأحكام البيع والشراء والتجارة التي وردت في القرآن والسنة تدل أيضا على أن الإسلام دين العمل.

ويعلم جميع كتاب السيرة أن المهاجرين الأولين من أهل مكة كانوا جميعا أهل تجارة، والأنصار الأولون أهل زراعة، ولذلك جاءت آيات الثواب والجهاد في القرآن الكريم في صورة التمثيل بالتجارة والزراعة، ولا يخفى على العاقل احتياجها إلى العمل والجهد.

ولقياس ثروة التجار من الصحابة ينبغي النظر فيما يلي:

الف - كان عبد الرحمن بن عوف من العشرة المبشرة، أنفق في سبيل الله في عهد النبي (ص) المبالغ الآتية:

١ - في المرة الأولى أربعة آلاف درهم، وكانت ربع ماله حينذاك.

٢ - وفي المرة الثانية أربعين ألف درهم.

٣ - وفي المرة الثالثة أربعين ألف دينار.

٤ - وفي المرة الرابعة خمسمائة فرس.

٥ - وفي المرة الخامسة خمسمائة ناقة.

٦ - وبعد النبي (ص) أعطى أمهات المؤمنين بستانا بيع بأربعمائة ألف.

<<  <   >  >>