المسلمين حينما تكون للمبادئ المذكورة يتحقق لهم النصر من الله تعالى، فينتصرون على كل أمة تهدم معابد دين آخر، ومن تأثير هذا الكلام الرباني وإعجازه أن الجيش الإسلامي لم ينهزم في موقعة واحدة في زمن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، بل تحقق له الانتصار في كل حرب، وصدق قول الله تعالى:{وإن جندنا لهم الغالبون}(الصافات: ١٧٣).
وقد أثبتت هذه الانتصارات أن حروب المسلمين وقعت تحقيقا لمبدأ الحفاظ على معابد أديان العالم واحترامها.
فهل يبقى بعد ذلك اعتراض على الحروب الإسلامية؟ وأقول إن من عزيمة المسلمين أنهم تحملوا الحروب وضحوا بأنفسهم غفي سبيل الحفاظ على معابد غيرهم، فهل هناك أمة تستطيع الدلالة على تسامحها بهذه الطريقة؟
اسألوا التاريخ كيف حافظ أعيان النصرانية وملوك الكنيسة في الشام وفلسطين والعراق ومصر قبل الفتح الإسلامي، على أرواح الناس وأموالهم، بل على أرواح أفراد الفرق الأخرى من النصرانية وأموالهم؟.
إن القضايا التي دار حولها سفك الدماء في فرق النصارى على مدى القرون كانت كالتالي:
١ - هل كان المسيح صاحب جسم واحد وروح واحدة.
٢ - هل كان المسيح صاحب جسم واحد وروحين؟
٣ - فإن كان صاحب جسم واحد وروح واحدة، فهل كانت هذه الروح إنسانية أم إلهية؟
٤ - فإن كانت فيه روح إنسانية فمتى بدأت ألوهيته وكيف؟
٥ - وإن كان المسيح صاحب جسم واحد وروحين (إنسانية وإلهية) فأي الروحين كانت غالبة؟
٦ - هل كان هناك تغالب بين الروح الإنسانية والروح الإلهية حينا أو آخر؟
٧ - وصلب المسي هل وقع مع الروح الإلهية أو بدونها؟
٨ - وإن لم تكن معه الروح الإلهية وقت الصلب فكيف تحملت الروح الإنسانية ذنوب المذنبين؟