٩ - وإن كانت معه الروح الإلهية هل وقع صلب الألوهية أيضا؟ والحاصل أن مثل هذا التعنت والتقعر لوث تعليم المسيح الصافي والصادق وعقده غاية التعقيد، فظهرت بدع جديدة وفرق عديدة زعمت أن رضا المسيح إنما هو في قتل أتباع الغرق الأخرى.
وانتشار الإسلام هو الذي أوقف هذه المأساة الدموية على جزء كبير من الدنيا فقد كانت إيران تحت حكم مبادئ المزدكية، ولم يكن هناك للمرأة حق في الحياة إلا إذا جعلت نفسها شيئا مشاعا للأمة، ولما حاولت بوران دخت وإيران دخت وكانت في الحكم إلغاء العمل بالمبادئ المذكورة وصلت كل منهما من عرش الحكم إلى مقصلة الموت. والحكم الإسلامي هو الذي حافظ على أرواح الناس وأموالهم، وتسامح الإسلام هو الذي وهبهم الحياة.
وقد أورد كتاب ((ستيارته يركاش)) الأفعال والترانيم الفاحشة الماجنة ل ((كوشائين وبيراكي وجيرانكت آجاري، وويشنوآوك، ووام ماركى، وفرق مارك)) ووجود مثل هذه الفرق بين الهنادكة كان سببا للقتال والشجار.
والأمم الهندوسية التي دخلت في الهند جعلت سكانها المفتوحين منبوذين، ولا يزال الأمر على ذلك إلى الآن، والأعمال التي قام بها أتباع البوذية والجينية في إبادة أجيال الهنادكة والأعمال التي قام بها أتباع ديانة ((شنكر أجارج)) لإخراج البوذيين من الهند، هي كلها قصة دموية للتعصب. ومن جراء هذا التعصب والعناد لم ينجح ملك هندوكي في حكم جميع الهند، بل ظلت كل حكومة صغيرة فيها في عراك لع حكومة صغيرة أخرى.
ومن تسامح الإسلام أنه علم جميع الفرق والحكومات البقاء في حدودها، ونفس هذا التوجيه تلقته بريطانيا وبه تمكنت من ذلك في انجلترا وويلز وأيرلندا واسكتلنده، مع أن سكانها كانوا من فرقتي البروتستانت والكاثوليك.
وخلاصة البحث أن الإسلام لم يقر التعصب أبدا بل دعا دائما للتسامح.